20 ـ قال السيد الحسني أحسن الله إليه في حديثه عن الوزير المهلبي ابي محمد الحسن بن محمد بن هارون (المتوفى 352 هـ ) إن ما يتقل عن لقائه بالشريف المرتضي أو الرضي رضي الله عنهما غير صحيح ، لأنَ ولادة المرتضى كانت في سنة (355هـ ) وولادة الرضي في سنة (359) فلا يصح ذلك النقل.

وقلت : يحتمل أن يكون اللقاء المذكور بوالدهما أبي أحمد الحسين الشريف ، وإنما عرف الأب بالشريفين لشهرة اسميهما!

21ـ قال السيد الحسني دام فضله: كان الوزير المهلبي في أوائل أمره فقيراَ مُملقاَ حتى أنه[1] في  إحدي جولاته في البلاد- (و قد كان كثير التجوال ، كما يظهر من ما نقله عنه الحموي في مواضع من معجم البلدان، فليلاحظ) ووصل به الحال إلى أن قال في بعضٍ تلك الأيام:

ألا موتٌ يُباع فأشتريه                         فهذا العيش مِمّا لا خيرَ فيهِ

ألا رحم المهيمن نفسَ حُرٍ                             تصدق بالوفاة على أخيه

22ـ ومن قضاياه أنه احتاج إلى الطعام، فاستدان من رجلٍ درهما لمأكله ، ثم دار به الزمن ، وضرب الدهر ضربانَه فلمع نجمه ، حتى تولى الوزارة ، وأقبلت الدُنيا بكُلها عليه، وبقدر ما رفع الله من حاله حَطَ من حال ذلك الرجل الدائن له فرفع إلى الوزير رُقعةً كتب فيها هذين البيتين:

ألا قُل للوزير فَدَتهُ نفسي

                                                        مقال مذكرٍ ما قد نَسيْهِ

أتذكُرُ إذ تقولُ لِضيقِ عيشٍ

                                                        ألا موتٌ يُباع فأشتريْهِ

فلما قرأها الوزير أنشد:

إن الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا

                                                من كانَ يألفُهُُم في المَوضِعِ الخشنِ

ثم دعا به وأكرمه، وقرأ الآية الكريمة : (مَثَل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبّة).

فأعطاه سبعمائة درهم، وقال: هذه على السُنةَ.

ثم قرأ: (والله يضاعف لمن من يشاء). فقلده عملاً يرتفق به، وزاد في إكرامه .

23ـ وأنشد السيد الحسني دامت له الحُسنى:

مررتُ على المرُوءة وهي تبكي

                                                        فقلت علامَ تنتحب الفُتاةُ

فقالت كيف لا أبكي وأهلي

                                                        جميعاً دونَ خَلقِ اللهِ ماتوا.

24- قال السيد الحسني ختم الله له بالحُسنى:

كنت مع السيد العلامة الفاضل الخطيب العالم السيد عبد الرسول ابن السيد عبد العزيز الكفائي – من السادة البوكفاية ، من ذرية عيسى بن زيد الشهيد – المتوفى سنة 1425 هـ في بغداد والمدفون في النجف الأشرف.

ونحن نتمشي في بعض شوارع الكرادة الشرقية ببغداد ، فسألته عن الوقت حسب الساعة التي كانت عنده ، فقال مرتجلاً :

فيها قصور وتقصيرٌ وقاصرةٌ.

فأجزت البيت مباشرة بقولي: لكن صاحبها ما فيه تقصيرُ.

وكان السيد خطيباً وشاعراً مُفْلقاً ، وله دواين عديدة منها (ديوان الولاء) وهو مطبوع .

وأضاف السيد الحسيني : وفي مقدمة ديوانه هذا ترجمته بقلمي كتبتها بطلبه : وقد تأدبت بمنبره ومجالسه.

25- وحدثنا السيد الحسني زاد الله في حسناته:

أن الحاج محيي الكرادي كان يُقيم مجلس العزاء الحسيني في داره في محلة الكرادة الشرقية ، وكان خطيب المجلس الشيخ كاظم المسلماوي رحمه الله، فتأخر عن الحضور في الوقت المقرر فأصر صاحب المجلس على الشيخ موسى اليعقوبي نجل شيخ الخطباء العلامة الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي أن يرتقي المنبر، وعند شروعه بالقراءة حضر الشيخ كاظم المسلماوي ، فطلب اليعقوبي منه ارتقاء المنبر، فرفض المسلماوي ، وأبي إلا أن يستمر اليعقوبي في القراءة ، وطال تبادل التعارف بينهما.

قال السيد الحسني: فقمتُ وانشدت مرتجلاً فقلت:

ولا فرق بينكما عندنا                                  فموسى لدينا هو الكاظمُ

فأعجب الشيخ اليعقوبي من ذلك ، واستحسنه بقوله: (أكرم).

قال الحسني : وكان ذلك قبل حوالي ثلاثين سنة.

 



[1] . قلت للسيد الحسيني : (حتى حرف جر) ولابد أن تكون الجمله بعدها في تأويل المفرد ) فقال: قال الفراء : (وفي نفسي شيء من حتى ) وقد ألف أحد السادة من أل الزوين النجفيين رسالة أعدها للماجستير بعنوان (حتى ، واستعمالاتها) قال الحسني : عرضها علي

 

سه شنبه ۷ فروردين ۱۳۸۶ ساعت ۱۲:۱۹