15- حدثنا السيد الحسني دام إحسانه.

أن السيد علي الموسوي البغدادي، من علماء بغداد اليوم، وهو إمام حي العامل ـ حدثه: أن رجلاً قرأ القرآن عنده، فقرأ الآية الكريمة هكذا:

(الذين يقيمون الصَلوَةَ ، ويؤتون الزَكوَةَ ).

فقال له  السيد: الصحيح (الصلاةَ ... الزكاةَ ).

فاعترض الرجل على السيد بقوله: إني قرأت ما هو المكتوب في القرآن وأنت تريد آن تخطِىءَ القرآنَ!

16- وقال السيد الحسني زاد الله في حسناته: أن السيد هبة الدين الشهرستاني حدثه : أن شخصاً جاءه وقال: إني قدمت طلباَ للانتماء إلى الإذاعة ـ في بغداد في بداية تأسيسها ـ لأقوم بتلاوة القرآن فيها، وقد اختبروني وقُبلتُ ، وأريد أن ابدأ التلاوة عندكم تبركاً بمحضركم ، قبل أن يُذاع صوتي هناك.

قال السيد الشهرستاني، فقلت له: إقرأ من بداية سورة مريم: (كهيعصِ).

فبدأ وقرأ : (كَهِيْ عِصْ ).

قال السيد: فقلتُ له: كفى كفى.

17ـ وحدثنا السيد الحسني أحسن الله إليه:

أن القاضي العمادُ الأصفهاني صاحب (خريدة القَصْر) (ت 597 هـ) زار القاضيَ الفاضلَ عبدالرحيم بن علي اللخمي البَيساني ـ نسبة إلى بيسان من أعمال فلسطين ـ فلما ودعه دعا له بقوله: (سرْ فلا كَبا بكَ الفَرَسُ).

فأجابه القاضي البيساني بقوله : (دام عُلا العماد).

وكلَ من الجملتين يقرأ طرداً وعكساً.

18ـ قال السيد الحسني ذهبت حسناته بسيئاته:

إن القاضي البيساني المذكور هو صاحب الكلمة المشهورة :

إني ما رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولوزيد كذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العِبَر، وهو دليلٌ على استيلاء النقص على جملة البشر.

صرح بنسبته إلى القاضي الفاضل البيساني الحاجي خليفه في مقدمة كشف الظنون.

لكنه منسوب خطأ إلى العماد الأصفهاني في مواضع كثيرة منها في صدر أجزاء كتاب (معجم الأدباء) لياقوت الحموي، الطبعة الاولى و مصوراتها.

19ـ قال السيد الحسني أحسن الله إليه:

أن الشيخ عبود بن فياض المشهداني ـ من ذرية علي النازوك من أعقاب جعفر التواب بن علي الهادي عليه السلام ـ وهو من علماء مدينة الفلوجة وهو مؤلف كتاب (تاريخ علماء الفلوجة ) الذي ألفه بطلب منّي).

نقل هذا المشهداني عن السيد الشيخ ثابت بن أسعد الآلوسي ، وهو أيضاً من علماء الفلوجه المعمّرين، أنه سُئلَ عن مشايخه وأساتذته، فعدّ أحدهم ، ولما سئِل عن العلم أو الكتاب الذي درسه عنده؟ قال: لم أدرس عليه، بل رأيته في الطريق ـ وأنا في بداية طلبي للعلم ـ فسألته عن معني كلمة (المقصد) ؟ فأجابني : (إنه بمعني المطلب ). فأنا أعده من أساتذني أداءً لحق تعليمه لي هذه الكلمة الواحدة.

ذكر السيد الحسني دام إحسانه هذا الحديث ، عند قراءتنا للصفحة (159) من (عمدة الطالب) وفيها حديث أبي المظفر ابن الأشرف الأفطسي، فليراجع الطبعة.

قال: رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبي المظفر بن الأشرف الأفطسي اسم النقيب تاج الدين وقد كتب عنه: «قرأت عليه، واستفدت منه».

وكان أبوالظفر أسن من النقيب تاج الدين (محمد) فسألت تاج الدين: ما قرأ عليك أبو المظفر؟ فقال: لم يقرأ علي شيئا، ولا سمع مني شيئا يعتد به، بل ما يخطر ببالي إلا أنه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغري في الأيوان المقابل، فوصل إلى مكان، قال: فسألني عنه فأخبرته.

أقول: ويدخل هذا في قول أميرالمؤمنين عليه السلام:

(من علمني حرفاً فقد صيرني عبداً ) على ما روي.

چهارشنبه ۱ فروردين ۱۳۸۶ ساعت ۱۶:۵۵