بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء المرسلين وخيرالخلائق أجمعين الصادق الأمين وعلى الأئمة المعصومين من آله الطيبين الطاهرين وبعد، فقد كان من مواهب الله عليّ أن اطلعتُ على قدوم فضيلة السيّد الجليل والعلامة النبيل والمحقق النبيه والنسابة البارع والشاعر المُفلِق الحجة السيّد عبد الستار الحسني البغدادي دام ظلّه وارفاً ، وقد كنت أسمع به وهو في النجف الأشرف وأنا في قم المقدسة، فملأتْ صورته عيني، وحبّه قلبي، وكان قدومه إلى قم زائراً ومسافراً فرصةً قيّمةً لتحقيق ما في نفسي من رؤيته والحظوة به، ولمّا لقيته أبدى لي من شوقه مثل ما أبديت له، فتحقق ما نطقت به الأحاديث الشريفة من: أن «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف...» ، وبعد ما تبادلنا التحية والسؤال عن الأحوال، وجدتـُني عند شخصيّة محبوبة لِما يمتاز به من خلق وادع، وطلعة بهيّة، و ووجهٍ بشوش، مليء بالرقّة والتواضع وهو على الخلق العظيم كجدّه الكريم، مع ما له من الأدب الجَمّ والاطلاع المفعم، والحفظ الواسع للأمثال والحكم والأقوال من النثر والنظم، والمعرفة التامة بالرجال وتراجم الأعلام من الأدباء والعلماء والأعاظم من الأعارب والأعاجم وتحققتُ عند ذلك بكونه (موسوعة حيـَّـةً) فوق ما سمعت عنه، وكأنَّ واصفيه لي لم يقفوا إلا على بعض فضائله و فواضله.

وقد استجازني في رواية الحديث ـ على سيرة العلماء النبهاء ـ وهو حاملٌ من كبار الفضلاء ، ولكنه لشدة رغبته في هذه العملية العلمية ، التي كانت في ما سبق من أهم ما يرنوا إليه كبار العلماء، وقد أصبحت عند أهل عصرنا لا يقيمون لها وزناً، فهو دام عُلاه يؤكد عليها ويُرشد إليها، وقد نظم استجازته في عقد منضود، يتوصل بعرض آليه إلى المقصود، مما أوجب عليّ إجابته مع ما عليَّ من فرض طاعته، ولزوم تلبية رغبته، وقد تعددت مجالس لقائي به، وكلما جالسته ولو لفترةٍ قصيرة خرجت من عنده مليء الوفاض بما لذ وطاب من المعارف، في عبارات جميلة وجَمُلٍ أنضَرَ من روضة خميلة ، وألفاظ منثورة أو منظومة دون شأوها ضرب المعازِف، فأرجعُ فرحاَ مسروراً حامداً شكوراً على مثل هذه النعمة.

وقد ألقي في رُوعي أن أسجل ما أسمعه من فضيلته، وأجمعه في (أمالي) منسوبة إليه، ليخلد له بها مأثرة في هذه السفرة السعيدة ، والمقام بالسُدَّة الفاطمية المجيدة في مدينة العلم والجهاد قم المقدسة.

وهاهي (الأمالي الحسنيّة) نقدمها إلى طلاب العلم والأدب، وهي أعزُّ من الفضة والذهب، ليتمتعوا بها ويستأنسوا، ويستلهموا من أساليبها وأهدافها، فيحققوا ويؤسسوا.

والله المسؤول أن يديم ظلّ سيّدنا الحسني في يُسر وعافية.

بدعاء السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي كان الله له

 

يكشنبه ۱۳ اسفند ۱۳۸۵ ساعت ۲۲:۰۵