( مُوْجَز الكلام في مَعاني الغُلام )

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحمد للهِ رَبِّ العالمين وَ الصّلاةُ وَآلسَّلامُ على نبيّهِ الْمُصطَفى الْمُختار، وَ آلهِ الطَّيَّبينَ آلأطْهارِ وَ صَحابَتهِ المُنَتجبينَ آلأخْيارِ ، مِنَ المُهاجِرينَ وآلانصار إلى يَوم القَرار.

وَبَعْدُ : فَقَد جَرَتْ بَيْني وَبَينَ صاحب السماحة العلامة المحقق ، المُسنَد الرّاوِيَةِ ، المؤلف المُكْثِرِ المُجيد الاستاذ الشيخ محمد بن عبدالله الرشيد دامت فضائله وفواضِلُهُ مُذاكرةٌ [1]عَنْ طريقِ (آلْهاتِف) في مسآلَةِ اسْتعمالِ كَلِمَةِ (الغُلامِ) بِمَعنى التلميذِ فَذكَرتُ بَعْضَ ما كانَ يَحْضُرُني في هذا الْموضوع ثُمَّ بَدا ليْ أنْ أحَرّرَ جُمْلَةَ ما ذَكَرتُهُ شفاهاً مَعَ آلإضافة إلْيْهِ مَشفوعَةً بالاعتذارِ لِسَماحةِ العلامةِ المحقّق الكبير المُسنَدْ الراويةِ دام ظِلّهُ لِعَدَمِ استيفاء القولِ والافاضَةِ في ذكر الأمثِلَةِ بِسببِ عَدَم توفّرِ المَصادِرِ لَدَيّ ساعَةَ كِتابَةِ هذه السُّطور إذ أنا الآن بعيدٌ عن مكتبتي و في بَلدٍ لا أعرفُ لُغةَ أهْلِهِ وجُلُّهم لا يعرفونَ لُغتيْ لولا أنْ مَنَّ اللهَ تَعالى عَليَّ بمثافَنَةِ علمِ الأعلام العلامة الكبير، والمحقّق الحبْر النْحرير ، والمصنّفِ الموسوعيّ الشهير سماحة آية الله الأستاذ السيّد محمدرضا الحسينيّ الجلالي دام ظلّهُ وعَمَّ فَضلُهُ وَ آنسَ غربة العلمِ بِشَريفِ وجودِهِ « آمينَ آمينَ لا أرْضى بِواحِدةٍ حَتّى أُضفَ إليَها ألْفَ أمِيْنا ».

فَاقُولُ وَباللهِ التَّوفّيقُ :

جاء في مادّةِ (غلَم) مِنْ مُعجَماتِ[2] اللُّغة ومَنها (لِسانُ العَرَبِ) لِلعَلامةِ ابنِ مَنْظورِ الرُّوَيفعيّ رَحِمَهُ اللهُ تَعالى : أنَّ الْغُلامَ : الطّارُّ الشّارِبِ، وَقيلَ هُوَ مِنْ حين يُولَدُ إلى أنْ يَشيبَ. وَالعَرَبُ يَقولونَ لِلْكَهلِ : غُلامٌ نَجيبٌ ، وَهُوَ فاشٍ في كلامِهِم.

قُلتُ: فَاذا صَحَّ استعمالُ لًَفْظِ (الغُلام) بمعنى الشابِّ الطّارّ الشّارِبِ وَ بمعنى الكْهلِ فيكونُ مِنَ (آلأضْداد) . ومن استعمالهِ مِنْ حيِنِ يُولَدُ الْمَوْلُودُ قَولُهُ تَعالى :

آل عمران /آیه 40((قالَ رَبَّ أنى يَكونُ لي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَني الكبَرُ )) وَقَولُهُ تَعالى ((يا زَكَريّا إنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحيى ... ))مريم /7 وَقَولُهُ تَعالى (( قالَتْ أنّى يَكُوْنُ لي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْني بَشَرٌ ...)) مريم / 20 كما وَرَدَ في آياتٍ أخَرَ: يوسف / 19ـ الحجر / 53 ـ الكهف / 74، 80، 82 أعَمَّ مِنْ أنْ يَخْتَصَّ فيها استِعْمالُ (لفظِ الغُلام ) بالمولودِ حيْنَ ولادتهِ والمقامُ لا يَسَعُ البَسْطَ. ومِمّا أحْفَظُهُ مِنْ ذلِكَ ما جاءَ في أخْبارِ لَيْلى الأخْيليَّةِ الْعُبادِيَّةِ مِنْ أنَّها مَدَحَتِ الحجّاجَ بْنَ يُوسًُفَ الثَقَفَيَّ بأبياتٍ مِنْها:

شَفاها مِنَ الدّاءِ الْعُضالِ الَّذي بِها غُلامٌ إذا هَزَّ آلْقَناةَ سَقاها

فَقالَ الحُجّاجُ : لاتَقولي ((غُلامٌ)) ولكِنْ قُولي : ((هُمامٌ)) . والظاهِرُ أنّهُ إنَّما لَمْ يَرْتَضِ.

كَلِمَةَ (الغُلام) وَاسْتَبْدَلَ بِها كَلِمَةَ (الهُمام) لِدَفعِ تَوَهمِ إرادةِ المَعنى الآخرِ لِهذا اللَّفظِ وهو الشّابُّ الذي يَغْلِبُ أنْ يكونَ غِرّّاُ طائشاً إذْ لَمْ تَعْرِكْهُ التَّجارِبُ وَلَمْ تَصْقلِ آلسُّنونَ عَزَماتِهِ . وَقَدْ جاءَ في شِعْرِها اسْتِعمالُ لَفظِ (الْغُلامِ) بالمَعنى الْأعَمِّ إذْ تَقولُ:

نَحْنُ الْأخايِِلُ لا يَزالُ غُلامُنا حَتّى يَدبَّ عَلى الْعَصا مَشْهُورا

وَمنْ اسْتِعمالِهِ بِمَعنى (الَصبيِ) الْمُشارِفِ على الِشَّبابِ قَولُهُ تَعالى :

((قالَ يا بُشرى هذا غُلامٌ)) يوسف / 19. وَقَولُهُ تَعالى : ((... حَتّى إذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلهُ...)) الكهف / 74.

وَقَولُهُ تَعالى ((وَأمّا الجِدارُ فَكانَ لِغلامَينِ يتيمين ...)) الكهف /82.

وَمِنْ هذا قَوْلُ الشَّيخِ جَلالِ الدّينِ عَبْدِ الْجَليلِ ابْنِ العَرَبيّ في الشَّريفيْنِ أحْمَدَ وَمحمودٍ ابْني الشَّريفِ أحْمَدَ بْنِ رُمَيْثةَ – من أمَراء مكةَ المُكرَمةِ – على ما في (عُمدة الطّالب) !

وَ أحْمَدُ أحْمَدُ الرًَّجُلينِ عِنْدِيْ وَلَسْتُ أنا لِمَحْمودٍ بِذامِ [3]

وَأعْرِفُ لِلْكَبيرِ السِنِّ حَقّاُ ولكنَّ الشَّهامَةَ لِلْغُلام

وَالشَّواهدُ عَلى اسْتِعمالِهِ كَثيرةٌ نَكْتَفى بِما أثْبَتناهُ رَوماً لِلاختصارِ.

وَقَدْ يَأتي (الغُلامُ) بِمَعنى (العَبْدِ ) المملوك و سياقٌ الكَلامِ هُوَ الذي يُعَيِّنُ المَعنى الْمُرادَ فَاذا قالوا: أبولؤلؤةَ فَيْروزُ كانَ غُلامَ المُغَيْرَةِ بنِ شُعْبَةَ وَكانَ قَدْ كاتَبَه على نًفْسِهِ بِثَمَنْ يؤدّيْهِ لِيُعتَقهُ انْصَرَفَ المَعْنى إلى (المملوك).

وَقَدْ يُسَمّي المملوكُ (فَتَى) والانْثى فَتاةً بِِمعنى (العَبْدِ) وَ (الأمَةِ) وفي الحديث المرويّ عَنِ النَّبيّ صَلّى اللهُ تَعالى عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمْ ((لا يَقْولَنَّ أحَدْكُمْ عَبْدي وَأَمَتِي وَلكنِ لِيَقْلْ : فَتايّ وَفَتاتي)) قالَ أئمَّةُ اللّغَةِ : أيْ غُلامي وَجاريتي:

وَقيلَ في تَفسيرِ قولِهِ تَعالى – عَلى أَحَدِ الوجوه : ((فََدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ ... )) يوسف/ 36.

أنَّهما كانا مَمْلوكينِ وَلا يَلْزَمُ مِنْ ذلِكَ أنْ يَكونا شابّينَ لأنَّ الفَتى في أَحَدِ مَعانيهِ هُوَ المملوكُ مُطلَقاَ سواءً كانَ حَدَثاً أوْ شَيْخاً وَمِنَ اسْتِعمالِ الفَتَياتِ بِمَعنى الإماءِ قَولُهُ تَعالى : ((وَلا تُكْرِهوا فَتَياتِكُمْ عَلى الْبِغاءِ إنْ أردنَ تَحَصُّنا ...[4] )) النور/ 33.

وفي (غلمان) المُلُوكِ الْمُسَمِّينَ أنْفُسَهُم بآلخُلَفاءِ[5] تَفْصيلٌ لا يَسَعُهُ هذا (الموجز) وَنَرْجِعُ إلى المَعنى الَذي جَرَى الحديثُ عَنْهُ مع العلامة المذكورِ في أوّلَ الكَلامِ وَالّذي اسْتُعْمِلَ هذا اللَّفظُ (الغُلامُ) فيهِ. بِمَعنى (التِلميذ) عَلى قاعدة (التَّطَوُّرِ الدلالي) إذ خَلَتِ المُعجَماتُ القديمة مِنْ ذِكرِ هذا الاستعمالَ في المَعنى المَذكورِ لكنَّهُ اسْتَعملَ مُنذَ القَرنِ الثالِثِ الهِجري أوْ بَداية القَرنِ الرابِعِ- فيما أعْلَمُ – فَمِمَّنْ عَرِفَ بِـ (غُلام فُلانٍ ) بمعنى تلميذهِ !

عَليُّ بْنُ عيسى المعروف بـ (ألاسْطُرْلابيّ) وَهُوَ صاحِبُ كتاب (العَمَلَ بألأسْطَرْلابِ[6] ) وقد طبعَ أخيراً . وَكانَ مِنْ تَلامذةِ عُمَرَ بْنِ مُحمَّدٍ الْمَرْوروزيّ فَعُرِفَ بـ (غُلامُ الْمَروَروديِّ ). ذَكَرَهَ ابْنُ النَّديمِ في (الفِهرست).

ومنهم مُحمِّدُ بْنُ أحمد بن يوسف البغداديُّ الْمُحَدّث المُقريءُ، لُقّبَ بـ (غلام ابنِ شَنْبوذٍ) ، لأنّهُ أخّذَ القِراءَةَ عَنْ مُحمَّدِ بْنِ أحمَدْ بنِ ايّوبَ المعروف بابنِ شنبوذ .

وَمنهُم : محمّد بنُ عبدالواحِدِ بن أبي هاشِم المُطّرَز الْبَغداديُّ أبو عُمَرَ الزاهِدُ ، كانَ مِنْ أئمَة اللّغَةَ المُتَّسِعيْنَ[7] ومن مؤلفاته اليّ أملاها كتابُ (البواقيت) لُقِّبَ بِـ (غلامُ ثعلب)[8]، لأنه أخّذَ عن أبي العباس أحمد بن يحيى المنبوز بِـ (ثعلب) وتخرج بِهِ.[9]

ومنهم أحمد بنُ يعقوبَ بنِ يُوسُفَ الأصبَهانيُّ ثُمَّ البغداديُّ (ت 354 هـ ) لقّب بِـ (غُلام نِفطَوَيْهِ) لأنّهُ أخَذَ عَنْ نفطويه النَّحوي وتابَعَهُ في آرائهِ النَّحويّة ومنهم: ابوبكر عبدالعزيز بن جعفر البغداديُّ الأزحي فقيه الحنابلة في عصره، وهو صاحب كتاب (المقنع) الذي ذكروا أنّه كان في نحو مئة جزء، و توفّي في سَنَةِ (363 هـ ) وَ دُفِنَ في مَوضِعَ يُقالَ لَهُ (بابُ الفيلِ) في باب الأزَجِ ثُمَّ عُرِفَ هذا الموضِعُ بَعْدَ دَفْنِ الخلالِ فيه بِـ (مقبرة الخلاّل) وَ دُفِنَ عَنْدَهُ جَماعةٌ من الأعلام وَموضِعُهُ قُرْبَ مقبرة الرّيانِ القديمةِ على اتَّجاهِ منظرة الخلافة ، وَلِسَبِبِ دَفْنِهِ في هذا الموضع حَكايةٌ ذَكَرَها ياقُوتٌ في (باب الخاصَّةِ) مِنْ (مُعجَمُ البَلدانِ) ونَقَلَها بتفصيل أكثَرَ ابْنُ الفَرّاءِ في (طبقاتِ الحنابلة) او ابنُ رَجَب البغداديُّ في (الذيل على طبقاتِ الحنابلة) كما يخطُرُ بالبال. وللمقبرة المذكورة ذكْرٌ أيْضاً في حوادث سَنَةِ (656 هـ ) من كتاب (الحوادث) المطبوع سابقاً بأسم (الحوادث الجامعة) والمنسوب خَطأً إلى ابْنِ الْفوِطيّ.

لُقّبَ بِـ (غُلام الخلال) لأنّهُ تَلَمَّذَ على أبي بكرٍ الخلالِ الحنبلي الرّاوي – كانَ – عَنْ عبد الله ابن الامام أحمد بن محمد بن حنبل (رضي).

وَمِنهُم اسْماعيلُ بْنُ علي بن الحُسينِ فَخْرُالدّين الأزجيُّ الرَّفاءُ الحنبليُّ الفقيه[10] المتكلم المعروف بـ (غُلام آلْمَنّي) تَفَقَهُ على شَيْخِهِ الإمام أبي الْفَتح نَصْرٍ ابْنِ المَنّي البَغدادي و سَمَعَ منه فَقْيلَ لَهُ غُلامُ ابْنِ المَنّي كما سَمِعَ مِنْ شُهْدَةَ الكاتِبَةَ البَغدادية وغَيرِها وَدَرَّسَ بَعْدَ شَيْخِهِ ابْنِ المَنّي في مسجِدِه بالْمَأمُونيّة[11]، وكانَتْ له حَلْقَةٌ بجامِعِ القَصرِ[12]‘ وكانَتْ ولادتُهُ في سنة (549 هجـ ) ووفاتُهُ في سنة (610 هجـ ) ، على ما جاء في (تأريخ الإسلام) للحافِظِ الذَهَبيّ (13/233).

ومنهم : عَبْدُ الرحمن بْنُ إسحاق الزّجاجي غلام أبي إسحاق إبراهيم بن السَّرِيّ الزجّاج، قَرَأ عليه ونُسِبَ إليهِ قال: ابن النجّار في ((ذيل تأريخ بغداد)) علي ما جاءَ في ((المستفاد)) منه لأبي الدمياطي ((رقم الترجمة] 109[)): ((وَقَرأ أيضاً على أبي جعفر بن رستم الطَّبَري .... وله مصنفاتٌ منها الجُمَلُ الايضاحُ وشرحُ خطبة أدب الكاتب ... توفي بطبرية في [شهر] رمضان من سنة أربعين وثلاث مِئَةٍ )).

وفي ترجمة العلامة المحدّث الفقيه المتكلم المُفسّر الشيخ أبي النَّضرِ محمد بن مسعودٍ السَمَرقَندي العَياشي الإمامي المتوفى في سنة (320 هجـ ) تكرّر ذِكْرُ عبارة (غلمان العيّاشيّ) بمعنى تلامذتهِ فقد قالَ محقّق تفسيره المعروف بـ (تفسير العياشي) وهو العلامة الاستاذ علي موسى الكعبي سَلَّمةُ الله تعالى في مقدمة الجزء الاوّل من التفسير المذكور : (ونجد من بين أصحابه وَغِلْمانِهِ الفُقهاءَ الأجلّة ، والمؤلّفينَ الفُضَلاءَ والرّواةَ الثِقاتِ والحفّاظَ الأخيارَ والزُّهادَ الأتقياءَ الذينَ تَلَمّّذُوا عليه وتخرجوا على يَدِهِ)[13].

وقد أخَذَ هذا من كلام المتقدمين ومنهم شيخ الطائفة الطوسي في وَصفِ تلامذة العيّاشي بعبارة (غلمان العيّاشيّ) ومن اولئك الغلمان العُلماء.

إبراهيم الحُبوبي ، قال الشيخ الطوسيّ في (رجاله) : (مِنْ غِلْمانِ العيّاشيّ).

وَأحمَدِ ابنِ الصّفّارِ، قال الشيخ الطّوسيّ في (رِجالِهِ) : (مِنْ غِلْمانِ العِياشيّ).

وَ أحمَدُ بنُ محمّد بنِ بنِ الحُسينِ الأزْدِيُّ، قال الشيخ في (رِجالِهِ) : (مِنْ غِلمانِ العَيّاشيّ).

وَأحَمَدْ بْنُ يحيى أبو نصرٍ قالَ الشيخُ في (رجالِهِ) : (مِنْ غِلْمانِ العيّاشيّ).

وَأحمدَ بنُ يَعقوبَ السنائي، قالَ الشيخ : (مِنْ غِلْمانِ العيّاشيّ).

وَجَعْفَرُ بنُ محمّدٍ أبو القاسِمِ الشّاشيُّ ، قالَ الشيّخ: (مِنْ غِلْمانِ العَيّاشيّ) .

وأبوالحُسينِ بْنُ أبي طاهِرِ الطَّبَري قالَ الشّيخُ في (رجاله) : (مِنْ غِلمانِ العيّاشيّ).

وَحيدَرُ بنُ مُحمَّد بنِ نعيم السَّمَرْقَنديُّ قالَ الشّيخُ في (الفهرست) : (مِنْ غِلمانِ مُحمَّد بْنِ مِسْعودٍ العيّاشيّ وَ بهذا الوَصْفِ ذَكَرَهُ العلامةُ الحِلّي في (الخُلاصَة).

وَمحمّد بنُ طاهرِ بْنِ جُمْهورٍ ، قالَ الشيخ في (رجاله) : (مِنْ غِلْمانِ العيّاشيّ) .

وَمحمَّدُ بْنُ عُمَرَ الكشيّ ، قالَ الشّيخ في رجالِهِ : (مِنْ غِلْمانِ العيّاشيّ).

وَمحمّدُ يْنُ يحيى الضَّريرُ المُؤَدِّبُ، قالَ الشّيخُ : (مِنْ غِلْمانِ العَيّاشيّ).

ونَقَلَ مُحقّق تفسير العياّشيّ عن (قاموس الرّجال) قول مؤلّفِهِ العلامَةِ التُّستريُّ : إذجاءَ فيْهِ : (قَوْلُ الشيّخ – يعني الطوسيّ – في كثير من عناوين مَنْ لَم يَرْوِ عَنْهُم عليهم السَّلامُ: (مِنْ أصْحابِ العَياشيّ) أوْ (مِنْ غِلمانِ العيّاشيّ)... دالٌّ على أنَّهُ مِنَ الْعُلماءِ الَّذينَ تَخْرَّجوا على يَدِهِ.

وَهناكَ جَماعَةٌ مِنَ الأعلامِ اشْتَهرَ كلٌّ مِنْهُم بـ (غُلام كذا) لكن لم يَتَّضِحْ لي المقصودُ منه، ومنهم:

عبْدالله بن الحسَن ابوالحسَنَ البغداديُّ المعروف بـِ (غُلام زُحَل) ذَكَرَهُ الزّركلي في (الأعلام) (4/192) وقالَ : (( عالمٌ بالْفَلَكْ والحِسابِ مِنْ أهلِ بَغدادَ، لَهُ كُتُبٌ مِنْها (أحْكامُ النُّجوم ) (ت 376 هجـ ) ، والظاهرُ أنّه منسوبٌ إلى (زَحَل)[14] النجم المعروف لكثرة عنايته بأحكامه كما يّدلُّ على ذلك ما جاء في وَصفهِ من كونهِ عالماَ بالفَلَكَ وأنّ له كتاباً في أحكام النجوم.

ومنهم : بشْرُ بْنُ نَصْرٍ الشافعيّ المعروف بِـ (غُلام عِرقٍ) المتوفى بمصر في سَنَة (302 هجـ).

نَقَلَ الذَهبيُّ عَنِ ابْنِ يونَسَ أنَّهُ كانَ مُتضلّعاً مِنَ الْفِقْهِ، دَيِّناً [15]. (تاريخ الاسلام) (7/49).

ومنهم عبدالحميد بن محمد بْنِ الحسين البغداديُّ السّمْسارُ البلخي ثُمَّ البَغدادي المحدّث ذكره الخطيب البغداديُّ في (تاريخ بغداد) (12/344).

ومنهم أحمد بن عُثمانَ بن الفضلِ الرّبَعي والمُقْرِىُ المعروف بـ (غُلام السَّبّاك).

ذَكَرَهُ الذَهَبيُّ (تاريخ الاسلام) (7/816).

وَمنهُم الحَسَن بنُ القاسم الواسِطيُّ المُقرىُ (إمام الحَرَمَيْنِ) المشهور بـ (غُلام الهَرّاس) (ت 468 هـ) ذَكَرَهُ الذَهَبيُّ في (تاريخ الإسلام) (10/259).

ومنهم أحمد بن محمد بن غالب البصریّ الباهلي الزّاهِدُ المعروف بِـ (غُلام خليل) نزيل بغداد وقد تكلّموا فيه (تاريخ الاسلام) . (6/ 496).

ومنهم علي بن أحمد بن فَرّوخٍ البغداديُ الواعِظُ المِصري ذكره الخطيب في (تاريخ بغدادي) (13/224).

ومنهم أبوعلي أحمد بن ابراهيم ألأصبَهانيُّ المُحدُّثُ، وُصِفَ بالشيّخ الثقة (ت 418هجـ ).

وَهُوَ مِنْ مَشايخ مشايخَ الحافظ السِّلَفِيّ[16]، لُقّبَ بـِ (غَلام مُحسنٍ).

كَما في (تهذيب يسير أعلاء النَّبلاء) للذهبي.

وفي الختام اتقدَّمُ يجزيل الشكر ووافر الثناء لفضيلة العلامة الجليلُ الاستاذ السيد عدنان السيد عباس البطاط دامت إفاداتُهُ لِما تَفَضَّلَ به من تصحيح هذه الأوراق بعد الطبع مع تخريج الآيات الكريمة ، والله الموفّق وسيكون (البحث) في العدد المقبل عن (الجار) ومتعلقاته في الاستعمال والفَضلُ بتذكيري بهذا البحث يعودُ إلى فضيلة الأخ العلامة الجليل السيد نعمة السيد جابر الموسوي النُّوريّ دامَتْ افاضاتُهُ.


[1] . وَرَدَ في بَعض الآثار : (مُذاكرة الرّجالَ تَلقيحٌ لألبابها) . والعلامة المذكورَ مِمّن وَقَفَ نَفسَهُ على خدمة العلمِ والتُّراثَ الاسلامي المَجيد وَما اتَّصل بي الا اجتنَيتُ مِنْ ثِمار فَوائده ودَقائق اشارته ما يَضيقُ البيانِ عَنْ وَصفهِ. (وَآلشَّمسُ معروقةُ ببالعة وَالآثَرً ).

[2] . وَلا يُقالُ : قََواميس اللُّغةِ ، فَكَلِمَةُ (القاموس) لَيْسَت مُرادِفَةً لِكَلِمَةِ (المُعجَم ) وَ إنَما (القاموس) آسْمُ الكتابِ المَشهورِ في اللُّغة مِنْ مُصَّنَفاتِ مَجْدِ الدّينِ الفيروز اباديّ (ت 817 هـ ) و إنََّما وَسَمَهُ بِهذا الاسْمِ تَشبيهاً لَهُ في سَعَتِهِ بالْبَحرِ لِأنَّ مِنْ أسمائِه (القاموس) لكنِ جِرى المتأخِّرونَ عَلى تَسْمِيَةِ كلّ مَعْجَمٍ – مع اختلاف المواضيع – بـِ (القاموس) وَمِنْ أمثِلَةِ ذلكَ (قاموس الأطباء) لِمَدينَ بنْ عبدالرحمنَ المصْريّ (كانَ حَيّاُ في سَنَةِ 1044 هـجـ ) وَ (قاموس الرجال) للتُستَريّ وَ (قاموس عربي انجليزي) لمنير بعلبكي وكتب العلامة الزِّرِكلْيُّ تحت عنوان كتابِهِ الشهير(الأعلامْ) عبارَةَ – قاموسِ رِجالِ – آلخ.

و اسْتَبْدَلَ الْعَصريّونَ بِعبارَةِ (مُعْجَماتِ اللُّغةِ) عِبارَةَ (قَواميسَ اللُّغة ) فَتَأمَّلْ!!

[3] . ذامِ – هُنا – بِتَخفِيفِ المَيمِ، اسمُ فاعِلٍ مِنْ ذامَهُ يَذيمُهُ بِمَعنى ذَمَّهُ.

[4] .الإكراهُ – هُنا – هُوَ مَوْضِعُ آلارادَةِ ، إذْ لا مَوضِعَ لِلْاكْراهِ مَعَ عَدَم إرادة التَحَصُّنِ وَيَكونُ في هذهِ الْحال سالباَ بانَتِفاءِ مَوْضُوعِهِ. وَالشَّرطُ هُنا لا مَفهومَ لَهُ.

[5] . مِن الغَرابةِ بمكان أن يؤلفَ الحافظ السبوطيُّ كتابَهُ (تاريخ الخلفاء) ويُريدُبِهِمْ خُلفاء النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فيذكر فيه امثال يزيد بن مُعاوية والوليد الفاسِق ومَنْ على شاكِلَتِهِما مِنْ أرجاس مٌلوكِ الضّلال وَقَتَلَةِ أبناءِ الانبياء ويُخِلُّ بذكر (الفاطِمِييّن ) في مِصْرَ بزَعمِ أنهم ليسوا مِنْ قريش مَعَ أنّ المُنْصِفَ يَرى أنَّ القرارَ العباسي بالطعنِ في نسبهم هُوَ مِنَ مَفترياتِ مُنافِسِيْهم من بني العبّاس الّذينَ كانَ لا يقر لهم قرارٌ مع وجوده هؤلاء (الفاطميين) فكانَ مِنْ نَتائجِ ذلكَ كتابة ذلكَ (الْمَحضَر) المشؤوم وإجبارَ العُلماء والأشرافِ بالتصديق لهُ ولم يمتنع منهم غير السيد الرضي (ت 406 هـ ) وقد اجمَعَ علماءَ العترة على صحّةِ نَسَبهم كَما أقَرَّ بصحته مِنْ عُلماءِ اهلِ السنّة رضى الله عنهم العلامة ابن الأثير صاحب (الكامل في التاريخ) والعلامة ابن خلدون صاحب (المقدمة) و(التاريخ) والمقريزي صاحب (الخطط) وغيرهم.

[6] . الأسطرلاب: كلمةٌ يونانية مُركَبَةٌ مِنْ (أسْطُر) بمعنى (النجم) وَ (لاب) بمعنى (الأخْذ). و حاصل المعنى : أخْذٌ أحْكامِ النَّجمِ كَذا أفادً بَعْضُ شُرّاح القاموسِ.

[7] . وَرَدَتْ هذهِ الْعِبارَةُ في كتابِ (نشوار المُحاضَرَةَ) للْقاضي التُّنوخيّ) مِِنَ الاتّساعِ في الرَّواية والحِفْظِ ، وهيَ تُطابِقَ في المعنى كَلِمَةُ (الموْسُوعييّن) في لغةً الْمُتأخرينَ فقد قالَ التَّنوخيّ المذكور: (( وَمِنَ المُتَّسِعِيْنَ الّدينَ شاهَدَناهُمْ الفَرَجَ الأصْبَهانيُّ ، وكانَ يَحْفَظُ مِنَ الشِّعرِ والأغانيّ والأخبارِ والآثارِ وَالأحاديثِ المُسْنَدَهُ ما لَمْ أرَقَطُ مَِنْ يَحْفِظِهُ ...)) لكنَّها تَصَحَّفتْ في بعض الكُتُبِ الى (المُتشيّعين) مَعَ أنَّ السّياقَ بأباها وَهُوَ (تَصْحيفٌ طِريفٌ ) ، لأنَّ أبا الفَرَجْ كانَ يُعَدّ من الشيعة مع كونه مروانّي النَّسَبْ. ومن الكتب التي تصحّفَتْ فيها على الوجه المذكور كتاب (نَسْمَةُ السّحَر للسيد يوسف الصنعاني.

[8] حدثنا التنوخي عن أبيه قال: ومن الرواة المتّسعين الذين شاهدناهم أبوالفرج علي بن الحسين الأصبهاني ، فانه كان بحفظ من الشِعْر والأغاني والأحبار وَالآثار والحديث المسند واللتسب، ما لم أرَقطُّ من يحفظَه مثله، وكان شديد الاختصاص بهذه الأشياء ويحفظ دون ما يحفظ منها علوماَ أخر، منها: اللغة والنحو والخرافات والسير والمغازي ، ومن آلة المنادمة شيئاً كثيراَ مثل علم الجوارح و البيطرة ونتف من الطب والنجوم والأشربة و غير ذلك. تاريخ بغداد (ج 11 ص399) رقم 6278.

[9] . مِنَ المستغرب جدّاً أنْ يَعُدَّ الامامُ الفقيهُ الأصوليُّ الرّجالي المجتهد الكبير السيد حسنٌ الصَّدرِ قدس سره (ت 1354 هـ ) أبا عُمَرَ الزاهِدَ (غلامَ ثَعْلَبِ) هذا مِنَ الشيعة في كتابه النفيس (التأسيس) مَعَ أنَّهُ كانَ شديدَ التَعَصُّبِ لِأهلِ السُّنَّةَ والمواليْنَ لِمعاوية حَتّى قالَ الخَطيبَ البَغداديُّ في ترجمته مِنْ (تاريخ بغداد). : ((سَمِعَتْ غَيْرَ واحِدِ يَحْكيْ أَنَّ الأشرافَ والكِتابَ وأهْلَ الأدبَ كانوا يَحْضَرونَ عِنْدَ أبي عُمَرَ الزّاهد ليسمعوا مِنْهُ كُتُبَ ثَعْلَب وغيرَها. وَكانَ لَهُ جُزءٌ جَمَعَ فيه فَضائلَ مُعاوية ، فَلا يُقرئُهُم شَيئاً حَتّى يَبْتَدي بِقراءَةِ ذلِكَ الجُزءِ)). وَقَدْ اعْتَمَدَ السيّد رضوان الله تعالى عليه كتابِ (رياض العُلَماءِ للميرزا عبدالله الأصفهاني المعروف بالافَنْديّ الذي جَزَمَ بأنّ أبا عُمَرَ الزّاهِدَ مِنَ الاماميةِ مُسْتَنِداً الى ما نَقَلَهُ السيّدُ ابْنُ طاوسِ (ت 664 هجـ ) وغيرهُ مِنَ بعض فضائل أهل البيت عن طريق أبي عمر المذكور مَعَ أنهُ ليس هُناك (ما نِعَةُ جَمْع) بَيْنَ أنْ يَروي بَعضَ فضائِلَ أهلِ البيت عليهم السَّلام وَأنْ يَرٍوي ما يزعم أنَّه فضائل مُعاوية ، وَاعْتَبِرْ بالشّيخ ابْنِ حَجَرٍ الهيتمي ، فَقَد نَقَلَ في (الصَّواعِقِ) الكَثيرِ الطَّيّب من فضائِلِ العترة الطاهرة في حيْن أنَّ كِتابَ (الصّواعق) إنَّما ألَّفَه في الرَّدِ على الشيعة وسمّاهُم (أهل البَدعَ وَالزَّندَقَةِ) كما ألفَ كِتابَهُ الأخرَ (تِطهِر الجَنانَ وتنزيه اللّسانَ عَنِ الخُطورِ والتَّفوّه بِمَثالِبِ سيّدنا معاوية بن ابي سُفيان ) سالكاً طريقةَ اللفّ والنَّشرَ المُرَتَب في العُنوانِ.

وفيه يقول العلامة الشريف أبوبكر بن شهاب الحضرمي الشافعي صاحب كتاب رشفة الصادي:

لا تَعجَبوا جَمَعَ « تَطهير الجَنان» ولا مَدحاً بِه كَذِباً في من بَغى وفَجَرْ

فإنما طينة الشيخين واحِدةٌ ذاك «ابن صَخْرٍ» وهذا المادِحُ «ابنُ حَجَر»

فَهَل صار ابنُ حَجَرٍ شيعياَ لأنَهُ نَقَلَ ما نَقَلَ من فضائل أهل البيت عليهم السلام ؟! او انَّما كان نقل السيّد ابنِ طاوُسِ وغيره مِنَ الامامية مِنْ كُتُبِ أمثالهِ مِنْ بابِ الالزامِ وإثباتِ الحجّةِ على الخَصمِ مِنْ طريقهِ كَما يَقولونَ . وأعجَبُ العَجَبِ أنْ يختم السيّد الصَّدرُ كلامَهُ في ترجمته (الزاهد) المذكور بقولهِ : (فَلا رَيبَ في تَشَيعِه) ، وقَد جاءَ في المطبوعِ من (التاسيس ) تلقبيه بـ (الطَبري) ولم يكن طَبَرياً وَ إنما كانَ بَغَوِيّاً ثُمَّ بَغْداديّاً ولا أحْسِبَ هذا : الا تحريفاً لكلمة (المطَرّز) وهي من ألقاب أبي عمر لأن صناعَتَهُ كانتِ (التطريز) ، واللهُ الْهاديْ.

[10] . جاءت في (تأريخ الاسلام) المطبوع بتحقيق العلامة المحقق الدكتور بشار عوّاد مَحَرَّفَةٍ إلى (الفقير) وهذا اللَّقَبُ قَدْ يُلَقَّبُ به الصّوفيّ الزّاهدُ لِكنَّ المُتَرْجَمَ لَم يَكُنْ صُوفياَ بَلْ كانَ فقيهاَ مُتِكلّماَ.

[11] .المأمونية ، كانَتْ مَحَلَةَ كبيرةَ مُجاوِرَةَ لدار الخلافة من جهة الشَّرق ومَوْضعها اليوم محلة القُشَل والهيْتاوِيّيْنَ وفيها يَقَعُ اليومَ (جامع المَصْلُوب) الذي كانَ إمامَهُ سيّدنا العلامة الكبير آية الله الفقيه السيد طاهر الحيدريّ قُدس سرّه وإمامُهُ اليوم نجلُهُ الاكبر العلامة التّقي السيّد محمد الحيدريّ دام ظلّه.

[12] . جامِعُ القَصْرِ ، هُوَ جامِعُ دارالخلافة العبّاسية وشُهرَتُهُ في تأريخ بغداد القديمة تُغني عَنْ بَسْطِ الْقولِ في تَعريفهِ وكانَ يُعرَفُ بِـ (جامعِ الخليفة) أيضاُ ثُمَّ عُرِفَ بِـ (جامع سوق الغزل) ثمّ (جامع الخُلفاءِ) وما زالت بقيّةٌ مِنْهُ قائمة وفيه المنارَةُ الأثريةُ المعروفةُ بِـ (منارة سوق الغزل) وكانَ إمامَهُ والخطيب فيه شَيخُنا في رواية الحديث العلامة المفنّ المعمَّر الشيخ حَلالٌ الحَنَفي البغداديَ رحمه الله تعالى (ت 1427 هجـ ) . وكانَ الأستاذ الدكتور حَسَن أحمد الراوي مُدرّسُ التأريخ في جامعة بَغْداد قَد نَشَرَ بحثا مُطوَّلاً في ثلاثة أعدادٍ مِن مجلة (المورد) البغدادية أنكَرَ فيه أنْ يكونَ جامع الخليفة هو جامع القصر المذكور كما أنكَرَ أنْ يكونَ موضع دار الخلافة في المنطقة الواقعة بين خان مَرجان ومنطقة السيّد سلطان علي و ان مَوقعها الصحيح في مَوْضِعِ وزارة الدفاع القديمة المجاورة لمدينة الطّبّ . فَرَدّ عليه كاتبُ هذه السطور في بحثٍ مطَوَّلَ عُنوانُهُ (دار الخلافة العباسيّة وجامِعُ القَصرِ ... مَرَّةً أخرى) نُشِرَ في المجلّة المذكورة أيضاً في العدد الثالث من سنة (1988 م ).

[13] . ما نقلته هُنا مُستَفادٌ من ترجمته العياشيّ في مقدمة الجزء الاوّل مِنْ تفسيره المطبوع بتحقيق العلامة الاستاذ علي الكعبي حَفِظَهُ الله تعالى وقد تَفَضَّلَ باعارته ايّاي أستاذنا المعظم العلامةُ الكبيرُ سيّدُ المحقّقين سماحَةُ آية الله السيد محمد الحسيني الجلاليّ واليه يعودُ الفضلُ في تَنبيهي علي ذلكَ فجزاه الله تعالى خير جزاء العلماء العاملين . وأمّا (تاريخ الاسلام) للذهبي فقد تفضل باعارته ايايّ صديقُنا العلامة الحجة أبولوفاء الاستاذ السيد حامد الحُسيني دامَت إفاداتُهُ.

[14] . زُحَلُ : مِنَ النُّجومَ الخُنَّس ، لا يَنصَرِفُ وهُوَ في غاية العلوّ ، قال الطَّغرائيُّ في لامِيَّتهِ الشهيرة:

وَإنْ عَلانيَ مَنْ دونيْ فَلا عَجَبُ ليْ أسوةٌ بانحطاطِ الشَّمسِ عَن زُحَلِ

[15] . هذا هُوَ الصّوابُ : وَقَولُ العَصريّينَ : مُتَضلع مِنْ كذا مِنَ الخَطا الشّائع.

[16] . السِّلفي الاصبهاني نزيل الاسكندرية من مصر – كان – بِكَسْرِ السِّيْنِ المهملة وَفَتَح اللّامِ، منسوب إلى جّدّه ابراهيم المُلّقب – سلفة – واصلها – سَلَبَة – ومعناها ثَلاثُ شِفاهٍ وانَّما لُقبَ بذلكَ لأنه كانَ مَشقوقَ الشفَة العُليا (أعلَمَ). وقد جاءَ في أحَدَ المواضع مِنْ (معجَمَ الأدباء) لياقوتٍ الحمويّ (ت ۶۲۶ هـ ) ذكرُ السّلفيّ هذا في إحدى الترجمات بتحقيق الدكتور أحمد فريد رفاعِي لكنَّهُ مضبوطٌ بضمّ السِّيْنِ وجاءَ التعليق عليه في الهامش : السُّلف بضم السين نِسْبَة الى قبيلة قديمة من اليمن هكذا ايخُطُرُ بالبالِ ، وَهُوَ خَطَأ مُبينٌ كَما تَرى.

شنبه ۱۲ آبان ۱۳۸۶ ساعت ۱۳:۱۷