بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم

االحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى أله الطاهرين وصخبه المنتجبين .

صاحِبَ الفضيلة ، العلامة الكبير، الكاتب القدير، المِفَنَّ البارع ، الرّاوية المُسنِد الأستاذ الدكتور الشيخ عبدالحكيم الأنيس دامَتْ فَضائِلُهُ وفَواضِلُهُ، السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

وَ بَعْدُ : فقد وافاني كتابُكم الكريمُ الْمُعْرِبُ عَنْ طيبِ شمائلِكم وسُمُوِّ سجاياكم وَتِلْكَ – لَعَمْرِي – سَجَّيةُ الْعُلماءِ ودَيدَنُ سَراةِ الفَضلِ ، وأنتُمْ واسطةُ الْعِقدِ مِنْهُم ، وقَد كانَ لاتّصالِ سَماحتِكم بي – بَعْدَ لَأيٍ من الزّمان – وَقعٌ كبيرٌ في نَفسي يضيقُ ذَرْعُ الْبيانِ عَنْ إيْفائِهِ حَقّهُ مِنَ الْوَصفِ فَما عَسى أنْ يَقولَ مَنْ ترادفَتْ عليه غَوائلُ الصُرُوفِ وعادَتْ أيّامُهُ وكلُّها (يَوم الطّفُوْفِ):

    (فَدَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيْحَ في حُجُراتِهِ               وَهاتِ حديثاً ما حديث الرّواحِلِ

                                                                   لأمري القيس)

 

شَيخَنا الجليل : أشْكُرُ لَكُمْ حُسْنَ ظَنَّكُم بِهذا الْقاصِرِ الْمُقَصِّر، إذ اسْتَسْمَنْتُمْ فيهِ ذا وَرَمٍ – وقد امْتَثَلْتُ أمْرَكُمُ السّامي بالإجابةِ عَمّا سَألَ عنهُ صَديقكُمُ الفاضِلُ الَعالِمُ الباحِثُ الأستاذُ الدكتورُ أحمد شوقي بنبين الْمَغرِبيّ سَلّمهُ اللهُ تَعالى ، وقد سَرَّني أنْ أثْنى عليه أستاذُ الجِيْلِ وأستاذُنا الجليلُ سَماحةُ العلامةُ الكبيرُ، دائرةُ معارف العَرَبِ والإسلامِ الشريفُ المُرتضى الحُجّةُ الثَّبتُ الاستاذُ السيّدُ محمّد رِضا الحُسينيّ الجلاليُّ دامَ ظِلّهُ , فقد ذَكَرَ لي أنَّهُ التقى بِهِ في بلاد المغربِ وحصل بينَهُما (التعارُفُ) كما يتعارفُ أهلُ العِلْمِ وإنْ نَأتْ بِهم الأمْصارُ وتباعَدَتِ الدّيارُ, كما أثنى على والِده (أنيس الجليس) وريحانة المجالس, وقد قَيّدتُ بَعْضَ ما حَضَرَني مَعَ بُعْدي عن مكتبتي وعدم المصادرِ لَدَيّ  إذْ حَكَمَتِ الأقدارُ بِرحلتي إلى مدينة قمٍّ المقدّسةِ من بِلادِ العَجَمِ:

 بِلادٌ  لِلعُلُومِ  بِها  رَوَاجٌ           يَضِيْقُ  بِِوَصْفهِ  ذَرْعُ الْبِيانِِ

(وَلكنَّ الْفَتى الْعَرَبيّ فِيها          غَريْبُ الْوَجْهِ والْيَدِ اللّسانِِ )

                                                             للمُتْنَبيّ

 

وَقَدْ شَدَّ أزْرِيِ وَأخَذَ بِعَضُدي أستاذُنا سماحةُ السيّدُ الجلاليُّ دامَتْ أيادِيِهْ السّابغَةُ فَمَدَّني ببعضِ ما يَتَّصِلُ بموضوعِ البَحْثِ - وَلَوْ على نحو الإلْمامِ لا الاسْتيعاب - وكانَ لي من مكتبتهِ العامِرَةِ خِيْرُ مُعيْنٍ في تحرير ما جَرى بِهِ قلمي في هذه الْعُجالةِ.

مَعَ أنّهُ لم يكنْ في ما وقفتْ عليه من تلك المصادر ما هُوَ مُتكَفّلٌ بِذكرِ (الخطَطِ البغداديّة) فَلْيِكُنْ ما سَجَّلُتُهُ هُنا مِنْ بابِةِ (الوُجُودُ الْنّاقصُ خَيْرٌ مِنَ الْعَدَمِ الْمَحْضِِ) .

وَاللهُ الْمسَّدِدُ وَالهادِيِ إلى سَواء السبيل.

                              أخوكم

                   عبد السَّتار الحسني

          قمّ المقدّسة شهرشعبان سنة1428هـ

 

1- مقبرة باب حَرْبٍ :

هي مِنْ مَقابر بَغدادَ القديمةِ ، منسوبةٌ إلى حَرْبِ بْنِ عَبْدِ الله البلخيّ المعروف بالرّاوندي أحَدِ قُوّادِ أبي جعفرٍ المنصور, وكانَتْ في أعلى بَغدادَ الْغربيّةِ وَتُعَدُّ منْ أشْهَرِ مقابرِ الحنابلةِ وفيها قبرالإمام أحمَد بنِ محمَّد بْنِ حَنبَلْ , والخطيب البغداديّ – الشافعيّ – وَبِشْرٍ الحافي ، وابنِ الجوزيّ وغيرهم من الأعلام.

وقد يُطلَقُ عليها أحياناً (مقبرة أحمد) باعتداد الفَردِ الأكمل.

وفيها ألّفَ أبوالفَرَج ابنُ الْجوزيّ – الواعظُ البغداديُّ الحَنْبَليُّ ت 597 هـ كتابَه الموسومَ بِـ (تقريب الطريق الأبْعَد في فَضلِ مقبرة أحمَد) هكذا يَعلَقُ في الخاطرالكليل.

ويُوافِقُ مَوْضِعُها الْيَومَ (مقبرة الْهِبْنَةِ) في شَماليّ غربيّ الكاظميّة.

 ولا أثَرَ لَها اليوم .

وكانَ قد حدَّثني العلامة المُصنَِّفُ السيّد عليُّ بْنُ الحُسينِ الهاشميُّ الخطيبُ الكاظميُّ (ت 1396هجـ) صاحِبُ كتابِ (تأريخ الأنبار) المطبوع وغيره من المؤلّفاتِ: أنَّ مَوضْعَ قبرالإمام أحمدٍ كانَ في الجهة المقابلة لدارهِ (دارِ الهاشميّ) من المنطقة المذكورة , وكأنّهُ تَلَقّى هذا روايةً مُعنعَنَةًَ ينقلها السَّلفُ إلى الخَلَفِ.

وأخبارُ هذِهِ المقبرة منثورَةُ في كُتُبِ التواريخ, كالمنتظم لِعلامَةِ البغادّةِ في عصره أبي الفَرَج ابن الجوزيّ وغيره.

وكانت هذِهِ المقبرة العظيمة قد عدا عليها فيضانُ دجلةَ في أوقاتٍ متِفَرّقة حَتّى جَعَلَها أثراَ بَعْدَ عينٍ , ثمَّ لَمْ يُبقِ لَها أثراً حَتّى قالوا : (أطبَقَ الْبَحْرُ على الْبَحْرِ) (والبحرُ الثاني هُوَ الإمامُ أحمد ابن حنبل, على المجاز).

وحكايَةَ نَقْلِ رُفاته إلى جامعِ اللالاتِ في محلّة سوق الجامع الأحمدي في الميدان , لا سَنَدَ لها -  وإنْ كُتِبَ على قبرٍ في أحدِ جَنَباتِهِ أنه قبرُ إمامِ الاُمّةِ أحمد بن حنبل -.

وتمام الكلام على هذه المقبرةِ ومحلة الحربيّة المنسوبة إليها في (معجم البلدان) لياقوتٍ و(مرا صد الاطّلاع) لابنِ عبد الحقِّ , وغيرهِما.

 

مقبرة باب التّبْنِ :

كانَتْ في ضِمْنَ مَحَلّةٍ كبيرةٍ في الجانب الغربيّ من بغداد على الخندقِ بإزاء قطيعة أُمّ جعفر، مُصاقِبةَ لمقابر قريش (مشهد الإمام موسى الكاظم عليه السلام) وقد يُضاف مشهد الإمام المذكور إلى هذا الموضعِ بملاحظة القُرْبِ تَسامُحاً واتَّساعاً. ويخطر بالبال أنَّ العلامة الدكتور مصطفى جَواد (البغداديّ ت 1969م ) كان يُنكِرُ هذهِ الإضافَةَ ويَعدُّها مِن التدليس المُتَعمَّد على ما قرأتُهُ في كتابهِ المطبوعِ (السِّلْك النّاظِم لدفَناءِ مَشهَدِ الكاظم ) المنشور في ضِمنِ (موسوعة : العتبات المقدّسة ) – قسم الكاظمين – بمشارَفَةِ الأديب الكبير الأستاذ جعفر الخليليّ رحمه الله.

وفي هذه المقبرة كانَ قبرُ عَبدِالله ابْنِ آلإمام أحمد بن محمّد بن حنبل رضي الله عنهما , وقد دُفِنَ في هذا الموضع بوصيّةٍ مِنهُ ، وذلكَ أنّهُ قالَ : قَدْ صَحَّ عندي أنَّ بالقطيعةِ نبيّاَ مدفوناَ ، ولأن أكونَ في جوار نبيّ أحَبُّ إليَّ مِنْ أنْ أكونَ في جوار أبي, على ما جاءَ في (معجم البلدان) لياقوت الحمويّ في مادةِ (باب التبّن) فليراجعْ.

وقد زالت هذه المقبرة منذ زَمَنٍ غيرَ قصيرٍ فَلا أثرَ لها اليومَ.

 

مقابر قريش:

هي اليوم مشهدُ الإمامين مُوسى الكاظم وحفيده محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر عليهم السلام , وفيها مَشاهِدُ جماعةٍ منَ الأعلام, منهم: أبو يوسفَ الأنصاري القاضي كانَ أحَد صاحبَي الإمام أبي حنيفة. والشيخ المُفيد محمّد بن محمّد بن النّعمانِ العُكْبَريّ الحارثيّ أستاذ الشّريفين المُرتضى والرَّضيّ, وأستاذُهُ هو ابنُ قولَويْهَ وغيرهم.

وقد استوفى تمامَ الكلام على دُفَناء هذا الموضعِ العلامةُ الدكتورُ مُصطفى جوادٍ رحمه اللهُ , مرتَّبين على القُرونِ في كتابِه القيّمِ (السّلك الناظم ...) المذكور آنفاً , فليراجَعْ.

ومازالت قبورُ المذكورينَ قائمةً تزارُ و يَتَبرّكُ بها.

 

مقابر باب الشام:

منسوبة إلى بابِ الشّام أحَدَ أبوابِ مدينة المنصور المدوّرة , في الجانِبِ الغَربيّ مِنْ بَغداد التي يوافقُ مَوضِعُها اليومَ المنطقةَ الممتدة مِنْ ساحة عَبْدَ المُحسِنْ الكاظميّ إلى أعلى منطقة العطيفيَّة الحاليّة.

وكانت في ضمنِ مَحَلّةٍ تُعرَفُ بِهذا الاسم (باب الشّام ) وينسِبْ إلى المحلّة المذكورة جماعةٌ يُعرَفُ كُلٌّ منهم بـ(البابشاميّ) ولا أثر لَها اليوم.

 

مقبرة الكناس:

مِنْ مقابر الجانب الغربيّ من بغداد, والظّاهرُ أنَّ مَوضِعَها كانَ في غَربي الكَرْخِ القديمة , وَقَد دُفِنَ فيها غَيْرُ واحِدٍ من المحدّثين على ما جاءَ في (تاريخ بغداد) للخطيب البغدادي (ت 463 هـ ) وليس هُوَ تحتَ يَدي عِندَ كتابة هذه السطور. ولا أثرَ لَها اليومَ.

 

مقبرة بَراثا :

 منسوبةُ إلى مَحَلّةٍ كانَتْ في طَرَفِ بغداد في قبلة الكرخ (القديمة) (المجاورة لمقبرة الشيخ معروفٍ الحالية من أعلاها في موضع الرحمانيّة الحاليّة ) وكانَ فيها مسجدٌ للشيعة , وقد خربت المحلّةُ منذ القرن السادس الهجري , ولم يبق لَها أثرٌ. قالَ ياقوتٌ (ت 626) : (فَأمّا الجامع فأدركتُ أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا (القرن السابع للهجري) واسْتعمِلَتْ في الأبنية ). وهي غير براثا التي كانت من سواد نهر الملك في الجانب الغربيّ من بغداد أيضاً .

 ولا أثَرَ لهذه المقبرة اليومَ.

أمّا الجامِعُ المعروف اليوم بـِ (جامع بَراثا ) ـ والعامة تَضَمَّ الراء - فليس بِهِ و إنَّما أصله ( مشهدُ المنطقة) الذي لا يزالُ كثيرٌ من الناس يُسمّونَهُ بذلك ويدفُنُون موتاهم فيهِ إلى عهدٍ قريبٍ, وكانَ في الموضع المعروف بـِ (العتيقة ) وهي محلّةٌ كانت في الجانب الغربيّ من بغداد ما بينَ طاق الحرّاني إلى باب الشعير وما اتّصل به من شاطىء دجلة, على ما ذكر ياقوتٌ في (معجم البلدان).

وكانت تُعرَف قَبْلَ بناءَ بغداد بـ (سُونايا) وقد ذكرالخطيبُ البغداديُّ هذا المشهدَ في المجلّد الأوّلِ من (تأريخ بغداد) عِنْدَ ذِكْرَ مَشاهدها وخططها.

وقَدْ أشارَ ابنُ عبدالحقِّ البغداديّ الحنبليّ في (مراصد الاطّلاع ) في مادة (سونايا) أوْ في مادة (العتيقة) (والترديد منّي , لأنّ المراصد ليس تحت يدي الآن) إلى هذا المشهد وسَمّاهُ (مشهد المنطقة) وهو مشهد العتيقة , وقد نقلْتُ عن مجموع لي صغيرٍ بحجم الكَفِّ (هُوَ الآن تحت يدي في قُمّ , جمعتُ فيه بعض الفوائد اللُّغويَّة والفقهيّة والخططيّة , وممّا وَجَدَت فيه مما قَيّدتهُ بقلمي من أخبار (مشهد العتيقة) ما نقلته عن (المنتظم) لابن الجوزيّ (8/238 ) في حوادث سنة (457 ) هجـ , اذ جاءَ فيه (... فمن الحوادث فيها أنَّ أهل باب البصرة (وهُمْ الحنابلة) قَلَعوا بابَ مشهد العتيقة, وأخَذَوه ليلاً - وكانَ من حَديدٍ - فبحثَ عَمَّن فعلَهُ حتّى عُرِفَ وأخَذَ منهُ ).

وممّا نقلتُهُ في مجموعي المذكور من كتاب (ذيل طبقات الحنابلة ) لابن رَجَبٍ , في ترجمة عبدالرحمن بن عيسى البزوريّ البابصري (نسبة إلى باب البصرة ) الواعظ المتوفّى في سنة (604هـ ) عن القادسيِّ قال : (وسمعته (أي البابصري) يقول: إنَّ مشهد المستقة (كذا) لم يصحّ أنَّ عليّاً اشتراهُ بمستقته (كذا ) وَ أنَّ الرّافضة وَضَعوا ذلكَ ، قال: وقد صَرَّح شيخنا ابنُ الجوزي بكذبهِ لِما بانَ لَهُ منهُ ).

قُلتُ : والمستقته هُنا تحريف (المنطقة ) فليس هناك مَشهدُ يُعرَفُ بهذا الاسم , و إنّما هو مشهد المنطقة كما سَمّاهُ صاحِبُ (المراصد) وكما دَأبَ النّاسُ على تسميته إلى وقتِ قريبٍ , وكان أهلُنا في بغداد يُسمّونَهُ (مشهد المنطكة) بالكاف الفارسيّة على طريقة العراقيين من قَلبِ القاف (كافاَ ).

ويُوافقُ موضِعُهُ موضِعَ ما يَسمّى اليومَ غَلَطاً بـِ (جامع بَراثا) على ما دلَّ عليه التحقيق الخططيّ , وَأمّا جامع براثا ومقبرتها فقد دَثَراً منذُ القرن السابع الهجري , كما حكاهُ ياقوتُ الحموي وأبو الفتح الاربليّ في (كشف الغمّة في أحوال الأئمّة) وكان في قبلة الكرخ وليس في هذا الموضع .

وللدكتور مصطفى جواد عليه الرحمة بَحثٌ مَفصّلٌ حَوْلَ كَون مسجدِ بَراثا القائم اليوم ما هُوَ إلا (مشهد المنطقة) المذكور, وَانَّ مسجد براثا المذكور في كُتُب البلدان والخطط زالَ أثَرَهُ , مع كونه في مَوضعٍ آخَرَ , فراجع موسوعة العتبات المقدسة (قسم الكاظمين) للأستاذ جعفر الخليلي رحمه الله تعالى.

 

مقبرة باب مُحَوَّل:

منسوبة إلى محلّة بابِ مُحَوَّل , وكانت تَقعُ على يسار قبلَةِ مَحَلَّةِ الكرخِ , وربما اتّصَلَتْ بِها بعْدَ اتّساعها , وكثيراً ما وقعت الكوائنُ بين المحلّتينِ لأنَّ الكَرْخَ شيعيّةُ وأهل المحوّل مِنْ أهل السّنَّةِ ـ نسأل الله تعالى وحدةَ الكلمةِ وجمعَ الشَّملِ.

وقد ذكر ياقوتٌ أنَّ بين المحوّل وبغداد (المدوّرة) فرسخاً واحداً. وكانت آثارُها إلى وقتٍ قريبٍ ظاهرةًَ للعيان عند التُلُول الكبيرة المعروفة باسم (المضيق) الواقعة بين بغداد وأبي غريب على بعد نَحو ستَّةِ كيلومترات من جِسرَ الخرّ المعروفِ في خطط بغداد الحديثة.

 والتفصيل في كتاب (دليل خارطة بغداد) للدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد نسيم سُوسَة رحمة الله تعالى عليهما.

وليس هُوَ الآن تحت يدي.

 

مقبرة جامع المنصور:

من مقابر الجانب الغربيّ من بغداد، والجامعُ المنسوبة إليه هذه المقبرة هُوَ جامعُ مدينة المنصورالتي على دجلة من الجانب الغربيّ , وكانَ بجواره رباطُ الزّوزنيّ , ولهذا الجامع أخبارٌ كثيرةٌ يجدُها المتتبّع في (تأريخ الخطيب ) والمنتظم وغيرهما.

وقد زالت هذه المقبرة لمّا زال الجامعُ الرّباطَ منذُ وقتٍ طويلٍ.

 

مقبرة البيمارستان العَضُديّ:

منسوبة إلى البيمارستان (المستشفى) الذي بناهُ عَضُدُ الدولة فنّا خُسْرُوْ البُوَيْهيّ ، وكان موقعُهُ طرفَ الجسرِ من الجانب الغربيّ من بغداد قريباً من باب خُراسان , ويطابق موضعه اليوم المنطقة المجاورة لجسر الصرّافيّة الحالي، فتكون المقبرة المنسوبة إليه قريباً من هذا الموضع.

 

مقبرة الشونيزيّة الكبير:

هي مقبرة الصوفيّة والصالحين والزّهاد في الجانب الغربيّ من بغداد وما زالت قائمةً ، وتُعرَفُ اليوم بـ (مقبرة الجُنيد) إذْ كانَ من دُفنائها هُوَ وخالُهُ سَريٌ السّقطيّ رحمهما الله تعالى , وقد جمعت كتاباً حافلاً في أحوال هذه المقبرة , و ترجمة مَنْ وَقَفتُ على اسْمه من المدفونين فيها سَميّتهُ (حُصُول الشَّرفِ والمزيّة بِذِكرِ دُفَناء الشُونيزيّة) وهو لايزال مخطوطاً في مكتبة السيّد بهجة الالوسي في الفلّوجة.

 

مقبرة باب الكوفة:

من مقابر الجانب الغربيّ من بغداد منسوبة إلى باب الكوفة أحدِ أبواب مدينة المنصور المدوّرَةِ, ومن دُفنائها الشيخ المحدّث الإماميّ أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكُلَيْنِيّ الرّازيّ صاحبُ كتاب (الكافي) أحد الكُتُبِ الأربعة المعوّلِ عليها في الحديث عند الإماميّة .

وقد زالت هذه المقبرة , ونَسَبَ بعضُ المؤلّفين القبرَ المجهولَ - الموجودَ اليومَ في الجامع الآصِفِيّ (الآصِفِيّة) عند جسر الشُهداء جِوار المدرسة المستنصرية - إلى الكلينيّ المذكور, وليس كذلك .

وكان في جوار المقبرة المذكورة (مقبرة باب الكوفة) دَرْبُ السّلسلة وهو غير درب السلسلة الواقع في الجانب الشرقيّ قريباَ من المستنصريّة, وإلى الأوّل نُسبَ الشيخُ الكلينيّ , فتوهّم بعضُهُم أنّهُ منسوبٌ إلى الثاني , وأسّسَ على ذلكَ زَعْمَهُ بأنّ القبرَ القائمَ في جامع (الآصِفِيّةِ) هو قبرُ الكُلينيّ؟!

 

 

مقبرة باب الدير:

هي مقبرة الشيخ مَعْرُوفٍ الحاليّة في الجانب الغربيّ من بغداد, وما زالت قائمةً.

 

المقبرة المالكية:

منسوبة إلى رجلٍ اسمُهُ مالكٌ ، وهذه المقبرة مُضافةٌ إلى قريةٍ كانت على باب بغداد من الجانب الشرقيّ , دُفنَ فيها غيرُ واحدٍ من الأعلام ممّن ذكرهم ابنُ الدًبِيثيّ في (ذيل تأريخ بغداد) على ما يخطرُ بالبال.

وقد دَثَرَتْ.

 

مقبرة الخيزران:

هي اليوم مقبرةُ الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابتٍ رحمه الله في الجانب الشرقيّ من بغداد , وما زالت قائمةً.

 

المقبرة السهلية:

من مقابر الجانب الشرقيّ , وكان موقعها قريباً من جامع السلطان في أسْفَلِ مَحَلّةِ المخرّم (العلوازية) أو (العيواضيّة) الحاليّة , وهي اليوم (مقبرة الشُّهداء) وفي أرضها مسجدٌ جامعٌ تُقامُ فيه الجمعة والجماعة , وفي قربهِ تقع دارُ شيخنا الأقدم في رواية الحديث العلامة الكبير، الإمام المصلح السيّد هِبَة الدّين الحسينيّ الشهرستانيّ رحمه الله تعالى.

 

مقبرة الكوارة:

ليس تحت يدي الآن مَصدرٌ يُعيّنُها, ولا يخطر بالبال شيء عنها. ولكنّها من المقابر الداثرة على كلّ حالٍ.

 

مقبرة الجعفريّة:

أي مقبرة المحلّة الجعفريّة ، وهذه المحلّة كانت مجاورةًَ لسوق الثلاثاء في أسْفَلِ نهرِ مُعلّى , وأقرب المواضع إليها اليوم الجانب الشرقيّ من محلة (باب الأغا) إلى محلّة (رأس التكية) في الجانب الشرقيّ من بغداد، ولا أثر لها اليوم.

 

مقبرة باب الجنّازين:

من مقابر الجانب الشرقيّ من بغداد. وليس تحت يدي الآن شيْءٌ عنها, وقد دَثَرَتْ.

 

مقبرة الوردية:

من مقابر الجانب الشرقيّ، وقد ذكرها ياقوت في معجم البلدان (5/371) فقال: (مقبرةٌ ببغداد بعد باب أَبْرَز من الجانب الشرقيّ قريباَ من باب الظفريّة).وهي (مقبرة الشيخ عُمَرَ الحالية).

 

مقبرة العطّافيّة:

من مقابرالجانب الشرقيّ من بغداد وقد دَثَرَت منذ زمنٍ بعيدٍ , وقد دفن فيها جماعةٌ من الأعلام والمحدّثين ذكَرَ بعضَهم ابن الدبيثيّ في (الذيل على تاريخ بغداد) وغيرهُ في غيرهِ.

 

مقبرة اليُوسفيّة , والدُنْبكيّة , ومقبرة المحمديّة , والمقبرة المعالية:

من مقابر الجانب الشرقيّ الداثرة , ولا يُعرَفُ مَوصعها اليومَ.

 

 

مقبرة التّلُ من باب أبرز:

من مقابر الجانب الشرقيّ , ويوافق موضعها اليوم المنطقة الواقعة بين محلّة ( قََْنَبرعليّ) ومحلّة (الفَضل) وقد دَثَرَت.

 

مقابر العجم:

من مقابر الجانب الشرقيّ , وكانَ موضِعُها في المنطقة الواقعة بين باب الأزج وباب البصليّة (محلة الشيخ عبد القادر الجيليّ والباب الشرقيّ الحالي المُصاقِبِ لساحة التحرير).

وكانت تابعة لقطيعة العَجَم الواقعة في الموضع المُشار إليه آنفاَ , والظّاهرُ أنَّ قسماً منها كان متّصلاً بمقبرة الحَلْبَةِ المعروفة اليوم خَطَأً بـِ (مقبرة الغَزالي).

 

مقبرة باب أبرز:

من مقابر الجانب الشرقيّ كان موضعُها بين جامع الفضل الحالي ومحلة قَنْبَرعليّ , ومن دُفَنائها شيخ الشافعيّة أبو إسحاق الشيرازيّ ( ت 476 هـ) صاحب (المُهَذَّب).

وقد دَثَرَتْ.

 

المقبرة الجديدة:

من مقابر الجانب الشرقيّ الداثرة اليوم, ولا يُعرف موضِعُها.

 

مقبرة الزرّادين :

من مقابر الجانب الشرقيّ المجاورة لمرقد الشيخ عبد القدر الجيليّ, وقد دثرت إلا قبوراً :

قبر الشيخ سراج الدين عمر بن عليّ الحُسينيّ القزوينيّ إمام جامع الخليفة – كان – الذي اجتمع به ابنُ بَطُوطة واستجازهُ كما في رحلته.

وقبرصدرالدين - وليس بالحمويني , كما وهم الدكتور مصطفى جواد – فَإنَّ الحمويني مات بخُراسان , كما نصّ على ذلك تلميذُهُ الذهبيُّ في (المعجم المختصّ).

وموضعُها اليوم محلّة الصدريّة وسراج الدين .

وقد زعم بعض مشايخ الرفاعيّة أنّ هذا القبر هو قبر الشيخ سراج العربيّ المخزوميّ  الرفاعيّ صاحب (صحاح الأخبار) واستندوا إلى كتب ُنسِبَتْ إلى رجالٍ مجهولي العين والحال .

والطريف في ذلك أنّ غير هؤلاء الزاعمين بأنّه قبر المخزوميّ الرفاعيّ لم يذكروا شيئاً من ذلك قطُّ! وفي الموضوع بَحثٌ طويلٌ ليس هذا مَوضِعَ بسطهِ.

 

مقبرة الرّيان:

منسوبة إلى محلّة (الرّيان) بالجانب الشرقيّ من بغداد بين باب الأزَج وبابِ الحَلْبَةَ والمأمُوْنيّة ، وكانت هَذهِ المحلّة (كبيرةًَ عامرةًَ ) في أيّام ياقوتٍ الحموي (ت 626 هـ) على ما نصّ هُوَ على ذلك في مادّةِ (الرّيان) من معجم البُلدان.

ويُوافِقُ مَوضِعُها اليومَ محلّة (العُوينَة) الواقعة بين محلّة (سراج الدين) و(جامع الخلانيّ , ومرقد الشيخ عبدالقادر الجيليّ رحمه الله). وليس للمقبرة اليوم عَينٌ ولا أثرٌ.

 

مقبرة عبد الدائم:

من مقابر الجانب الشرقيّ من بغداد ومازالت قائمةً , لكن شاع اسمها خَطَأً باسْمِ (مقبرة الغزاليّ) مع أنَّ أبا حامدٍ الغزاليّ دُفِنَ في مدينة طوسٍ, وقد زُرْتُ قبرَهُ في هذه السنة (سنة 1428 هـ) ويُعرَفْ قبره هُناك اليوم بـِ (سجن الهارونيّة ) قريباَ من مرقد الفردوسيّ الشاعر الفارسيّ الشهير صاحب (الشاهنامة) ويبعد قبره نحو (70) كم عن مشهد الإمام عليّ بن موسى الرِضا عليهما السلام.

وهذه المقبرة أعْني (مقبرة عبد الدائم) هي مقبرة الحَلْبة القديمة .

نقَلْتُ من مجموعي الخطيّ اللطيف عن كتابِ (الذَّيل على طبقات الحنابلة) لآبنِ رَجَبٍ الحنبليّ البغداديّ (ت 790 هجـ) في ترجمة عبد الوهّاب بن عبد القادر الجيليّ المشهور (1/390 ): (وتُوُفّيَ ليلة الأربعاء خامس عشر من شَوّال سنة ثلاثٍ وتسعينِ وخمسمائة وَ صلّيَ عليه مِنَ الْغدِ بمدرسة والِدِه (يعني مشهد الشيخ عبدالقادر اليوم) .... وَ دُفِنَ بمقبرة الحلّبةِ عِنْدَ عبد الدائم الواعظ الذي تُنسَبُ المَقبرةَ إليهِ).

وكان في هذه المقبرة رباط الشيخ أبي محمد عبدالرحمن ابن الشيخ أبي حفص عُمَر بن أبي نصر بن عليّ ابن عبد الدائم المذكور.

جاء في كتابة (بهجة الأسرار) للشطشوقي في سَنَدٍ له يرفعه إلى الشيخ محيي الدين أبي عبدالله محمّد بن حامد بن محمّد المعروف بالتوحيديّ سبط الحافظ عبدالرزاق بن عبد القادر الجيليّ : (... أخبرنا الشيخ أبو محمّد عبد الرحمن ابن الشيخ أبي حَفصٍ عُمَرْ بنِ أبي نَصْرِ بن عليّ بن عبد الدائم البغداديّ الواعظ المعروف بابن الْغزّال....) الخ.

وقد جاء ذكر هذا الرباط (رباط ابن الغزّال) في ترجمة عفيف الدين محمّد بن المُحسّن ابن الْخرّاط القّطيعيّ الأزَجيّ البغداديّ مِنْ (ذيل طبقات الحنابلة) لابن رجب (2/384) ففيه (... وَ ذَكَرَهُ شَيخُنا بالإجازة صَفيّ الدّينِ عَبْدُ المؤمن ابنُ عَبْدِ الحقِّ في مُعْجَمِهِ فَقال : شَيْخٌ جَليلٌ ، كثيرُ المسموعاتِ ، سَكَن برباط ابنِ الْغزّالِ بالقَطيعةِ مِنْ بابِ الأزَج وَ لازَمَ الوَعظَ بِهِ مُدَّة طويلَةً ...).

قُلْتُ : وَمن هُنا ظَنَّ بَعْضُ النّاس أنّه قَبرُ الغزّالي, وقد سَمِعَتْ وَجْهَ الصَّواب فيه.

 

المشهد الكاظمي:

من مشاهد الجانب الغربيّ ، دُفِنَ فيه الإمامُ مُوسى الكاظمُ وحفيدُهُ الإمامُ محمّدٌ الجوادُ عليهما السلام , ومازال قبراهُما قائمينَ يُزارانِ ويتبرُّكْ بِهِما.

وهو من ضمن (مقابر قريش) وقد تقدم الكلام عليها.

 

مشهد إسماعيل بن موسى:

كانَ يُنسَبْ إليه قَبْرٌ في الصَّحنِ الكاظميّ الشريف أدركَهُ أهْلُنا وَلَمْ أدْرِكْهُ وقد زالَ أخَرَة.

ورَبما يَشتَبِهُ بإسماعيلِ بن جعفر الصادق , لكنّ هذا دُفِنَ في بَقيْعِ المَدينةِ المُنوَّرَةِ .

أوْ يَشْتِبِهُ بمحمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق المعروف بمحمّد الفضل , الذي لا يزال قَبْرُهُ قائماً في محلّة الفضل التي تُنتبُ إليه .

وقد اشتبه الدكتورُ مصطفى جواد (ت 1969 م ) وعَبّاسٌ العزّاويُّ (ت 1971م) فَنَسَبا قَبرَهُ إلى آخرينَ على جهةِ الرَدّ .

( مَعَ أنَّ صاحب (عمدة الطالب) (ت 828 هـ) ذكر (مشهد محمّد الفضل) في كلامه على نسب محمّد بن صالح بن عبدالله بن موسى الجون الحَسَنيّ ولم يَطَّلِعْ عَلَيه الجواد ولا العزّاويُّ رحمهما الله تعالى).

وقد كتبتُ في ذلك كتاباً سَميَّتهُ في (القول الفصل في تحقيق نسبة مشهد الفضل ).

 

مشهد المنطقة:

هُوَ المعروفُ اليومَ خَطأً بـِ (جامع بَراثا) وقد تقدّمَ الكلامُ عليه.

 

مشهد عَونِ ومُعينٍ:

المنسوبينَ إلى عليّ عليه السلام.

كانَ في الجانب الغربيّ من بغداد , وقد أنشأت سلجوقي خاتون بنت قُلَيج أرسلان زوجة الخليفة النّاصر العبّاسيّ رِباطاً لها بِجانب المشهد المذكور, ودُفنَتْ بعدَ وَفاتها في تُربَةٍ بجواره , ويُوافِقُ مَوضعُهُ اليومَ (مَقامَ الخضر) على ضِفّةِ نَهْرِ دجلة من الجهة الغربيّة تحت الجسر الرّابط بين الجانب الشرقيّ من جهة مدينة الطّب الحالية وجانب الكرخِ.

وَلا أثَرَ لَهُ اليومَ إنْ لم يكُنْ هُوَ مقام الخَضر.

وله ذكرٌ في كتب التاريخ والرحلات ومنها (رَحلة ابن بطوطة).

 

مشهد أوْلاد الحسن:

كانَ مَوضعُهُ في محلّة بابِ أبْرَزَ في الجانب الشرقيّ من بغداد , وهي محلّة الفضل الحالية , وقِسْمٌ من محلّة قنبرعليّ  وقد دفِنَ فيه بعض الأعلام. ولا أثَرَ له اليومَ.

 

تربة معروفِ الكرخيّ:

في الجانب الغربيّ من بغداد ومازالَتْ قائمةً, ومَوضِعُها أشْهَرُ مِنْ أنْ ينَبّّهَ عليه , وكانَتْ تُسَمّي  بـ (مقبرة بابِ الدّيْرِ).

مشهد النُّذُور:

وَقَد يُسمَّى مَشهدَ عُبيْدِ الله، مَنسوبٌ إلى عُبيْد ِالله بنِ محمَّدِ بن عُمَرَ الأشْرفِ ابن الحُسين بن عَليِّ بن أبي طالبِ عليه السلام ، وقيل:عُبيدالله بنِ محمَّدِ بن عُمَرالأطْرَفَ ابنِ الإمام عليّ بن أبي طالبِ عليه السّلام.

قالوا: دَفَنَهُ بَعضُ الخلفاءَ حيَّاً.

وهذا المشهد مِنْ مَشاهد الجانب الشرقيّ , وهُوَ يُوافِقُ الموضعَ المعروفَ اليومَ بـ (أمّ رابعة) في مَحَلَّةَ (النَّصّة) مِنْ مَحالِّ الأعظميّة في الجانب الشرقيّ من بغداد , ونُسبَ هذا الموضعِ إلى أمّ رابعة لأنَّ ذات العصمة شمس الضُحى بنت عبد الخالق بن ملكشاه بن أيّوب , وهي (أم رابعة) دُفِنَت بجوار مشهد النذور وكانت زوجة أحمد ابن المستْتَعصم, ثمّ تزوّجها علاء الدين عطا ملك, وكانت قد أنشأت المدرسة المعروفة بالعصمتيّة ورِباطاً بجانب مشهد النذور.

وقد غلط بَعضُ المعنيّين بخطط بغداد مِنْ عَصْريّينا : فَظَنَّ رٍباطَ أمّ رابعة هُوَ الرِباط المعروف برِباط الخلاطيّة!

مَعَ أنَّ الأخيرَهو رِباطُ سلجوقي خاتون زوجة الخليفة النّاصر, وموضعُهُ عند مشهد عَونٍ ومُعينٍ في الجانب الغربيّ من بغداد.

وممّا ينبغي التنبيهُ عليه أنَّ مُقابل جامع الفضل - وهو المجاور لمشهد محمّد بن إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام , في محلّة الفضل - يوجَدُ قَبرٌ كُتِبَ عليه: (هذا مشهد عُبيْدِ الله بن عُمَر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام , المعروف بقبر النذور).

وهو خطأٌ مُبينٌ كما أثبتَ التحقيق الخططيُّّ .

والذي أشار على سَدَنة هذا القبر بهذه الكتابة هُوَ العلامة السيّد محمّد مهدي الموسوي الكاظمي (ت 1391 هـ) صاحب كتاب (معجم القُبُور) و(أحسن الوديعة ) وَ (تُحْفة الساجد) وغيرها من المؤلّفات.

والسيّد المذكور (الكاظميّ) مِنْ أوائلِ مَنْ أجازني برواية الحديث ، رحمه اللهُ تعالى. 

مشهد الطاهر بالجعفريّة:

من المشاهد المجهولة الحال في الجانب الشرقيّ من بغداد في المحلّة الجعفريّة التي يوافق موضعُها موضع محلّة (باب الأغا) وقد تمتدّ إلى ما يعرف اليوم بـ (تحت التكية).

وهذا المشهدُ لا أثَرَ له اليومَ.

 

مشهد الإمام أبي حنيفة:

هوَ من أشهر مشاهد الجانب الشرقيّ من بغداد ولا يزال قائماً , وبجوارِهِ مقبرةٌ عظيمةُ , ومن دُفَنائِها أبوبَكرٍ الشِّبْليُّ الزّاهِدُ المشهورُ , وكانَتْ تُعْرَفُ بمقبرة الخيزران.

وهي اليومَ قائمة عليها سياجٌ رصينٌ.

 

مشهد عليّ عليه السلام:

من المشاهد(الجَعْلِيَّة)التي لا أصْلَ لِها في داخل بغداد من الجانب الشرقيّ , وقد دَثَرَ فلا وجودَ له اليوم.

 

مشهد الكفّ:

كانَ موْضِعُهُ في محلّة (باب الأغا) من محالّ الجانب الشرقيّ , ويزعم النّاسُ أنَّ عليّاً عليه السلام وَضَعَ كَفَّهُ على حائطٍ فبقي أثَرُهُ فيه , وهو زَعْمٌ باطلٌ لاأصْلَ لَهُ , وقد دَثَرَ.

 

مشهد البرمة:

مِنْ مشاهد الجانب الشرقيّ من بغداد كانَ موْضِعُهُ في المحلّة الجعفريّة (وقد تقدّمَ الكلامُ عليها).

والذي أحْفَظُهُ أنَّ هذا المشهدَ نَزَلَ فيه العلامة الفقيهُ النقيبُ النسّابةُ السيّدُ غياثُ الدين الشريفُ عبدُالكريم بْنُ أحمد الحَسَنيُّ الحليّ مِنْ آل طاوُسٍ [1] وأنْ عبْد الرزّاقِ بنَ أحمد المعروف بابنِ الْفوطيّ مؤرّخ العراقِ المشهور نَزَلَ ضَيفاً على هذا السيّد , وأقام عندَهُ شهوراً في هذا المشهد , وألَّفَ لخزانَتهِ كتاباً سمّاهُ (الدّرّ النّظيم بِمَنْ سُمّي عبدالكريم ).

وَأحسبُ أنََهُ ذَكَرَ ذلكَ في باب (غياث الدين) من كتابه (تلخيص مجمع الآداب) الجزء الرابع القسم الأول فليراجع.

وقد زال أثرهذا المشهد.

 

محلّة الرُّصافة:

كانَتْ هذهِ المَحَلَّةُ الكبيرة بِلصقِ مَحَلّةِ أبي حنيفة رضي الله عَنهُ , وتمتدّ إلى أعْلى مَحَلةِ المخرَّمِ (العيواضيّة الحاليّة) أمّا اليومَ فقد أطلِقَ اسْمُ (الرصافة) على الجانب الشرقيّ كُلّهِ كما أطلقَ اسْمُ (الْكَرْخِ) على الجانب الغَربيّ كُلّهِ .

وفي هذه المحلّة كان جامع الخليفة المَهديّ ابن الخليفة أبي جعفر المنصور , وبلصق هذا الجامع كانَتْ مقابر الخلفاء العباسيّين , وقد زال أثَرَها.

 

تربة الإمام الطائع:

كانت في ضمنِ تربة الخلفاء العباسيين الواقعة في محلّة الرصافة المذكورة.

 

تربة الراضي:

كانت (في محلّة الرُّصافة ) قالَ ياقوتٌ : (وهو في قُبِّةٍ مُفردة في ظاهر سور الرصافة وَحْدَهُ) (معجم البلدان (3/46).

 

مدفن الأمين:

في الجانب الغربيّ, ولا أثَرَ له اليوم.

 

مدفن الْمُعتضد:

في الجانب الغربيّ في الحريم الطاهري الذي يُوافقُ مَوْضِعُهُ بساتين عبدالحسين الچَلَبی المعروف موضعها اليوم بـ (مدينة الحُرّيّة) أسْفَلَ الكاظميّة.

 

 

مدفن المكتفي:

في الحريم الطّاهري من الجانب الغربيّ من بغداد , عند أبيه.

 

مدفن القاهر:

في الحريم الطاهريّ عند أبيه المُتَضِدَ أيضاً.

 

مدفن المتَّقي:

في الحريم الطاهِرِيّ  أيضاَ.

مدفن المستكفي:

في تربة الخُلفاءِ الواقعة في الرُّصافة من الجانب الشرقيّ من بغداد.

 

تربة الْمُسْتَضِىء:

في الجانب الغربيّ من بَغداد .

قال ياقوتٌ (2/47) : (وَ أمّا المستضىء ُ فعَلَيهِ تُربَةٌ مُفرَدَةٌ في ظاهر محلّة قصرعيسى بالجانب الغربيّ من بغدادَ معروفةٌ).

قُلتُ: هي الآن غيرُ معروفةٍ , وقد دَثَرَت كما دَثَرَ كثيرٌ من الآثار.  ومحلة قصرعيسى يوافقُ مَوضعُها موضعَ محلّة (الشيخ بشّار) الحالية.  وكان دُفِنَ أوّلاُ بدار الصخر من دار الخلافة ثمّ نقل إلى الموضع المذكور في سنة576 هـ.

 

مَدفنُ المنصور:

ليس في بغدادَ ، بَلْ في مَوضعٍ يُعرَفِ بـِ (بئر ميمونَ ) بمكّة المكرّمة.

قال الحموي في (معجم البلدان ) (1/ 302):(بئر ميمونٍ بِمَكة: مَنسوبَةٌ إلى ميمون بنِ خالِدِ بنِ عامِرٍ الحَضَرَميّ ... وَوَجَدَتُ في مَوضعِ آخَرَ أنَّ ميمونا صاحِبَ الْبِئرَ هُوَ أخو العلاء ابنِ الحَضرَمي والى البَحرينِ، حَفَرَها بأعلى مكّةَ في الجاهلية، وعِنْدَها قَبرُ أبي جَعفرٍ المنصور.

وفي مادّة (سِباب) مِنْ (معجم البلدان ) (3/182) : (... ماءُ بين دارسعيدٍ الحَرَشيّ التي تُناوحُ بُيُوتَ القاسِمِ بن عبد الواحد الّتي في أصلها المَسجِدْ الَّذي صُلي عنده على أميرالمؤمنين أبي جعفر المنصور).

 

مدفَنُ المهديّ ابن المنصور:

ليس في بَغداد ، وإنما هُوَ في ماسَبَذان وهي مدينة قريبةٌ مِنَ البندنيجين (مندلي الحالية) قال الحمويّ في (معجم البلدان ) (5/41) (... وبها قبر المهديّ , وليس لَهُ أثَرٌ إلا بناء قَدْ تَعَفَّتْ رُسُومُهُ ولَم يبقَ مِنْهُ الا الآثارُ).

 

مدفن الهادي:

غير معروفٍ , لكن ذكر ياقوتٌ في مادة (عيساباذ) من معجمه (4/172) أنّها كانت بشرقيّ بغداد (قال): وبها مات موسى بن المهدي بن الهادي (كذا). فلْيُحَرَّرْ.

مَدفَنُ الرَّشيد:

في أرضِ طوسٍ من خراسان بجنب قَبْرِ الإمام عليّ بن موسى الرِضا عليهما السلام.

مدفَنُ المأمونِ:

في طَرَسوس ، وهي مدينة بثغور الشّام بينَ أنطاكيةَ وحَلَبَ وبلاد الرُّوم – على نَقَل ياقوت – قال: (وبها قَبرُ المأمونَ عبداللهِ بن الرَّشيد جاءها غازياً فَأدركْتهُ مَنيَّتُهُ فَماتَ) (معجم البلدان )(4/28).

 

مدفن المعتصم والمتوكل والمتنصر والمستعين والمعتزّ والمهتدي والمعتمد :

في سامرّاء. ولا أثَرَ لها اليومَ.

 

مدفن المسترشد:

في مَراغة من نواحي آذربايِجان.

 

مدفن الرّاشد:

في أصْفهان مِنْ بِلاد فارس.

تربة الجهة سلجوقي خاتون زوجة الناصر:

عِنْدَ مَشهَد عَونٍ ومُعينٍ بالجانب الغربيّ من بغداد على جهة دجلة من الجانب الغربيّ , وتَتعيّن تربتُها بتعيُّن موضع مشهد عَونٍ ومُعينٍ، وقد تَقَدَّمَ الكلامُ عليه.

 

تُربَةُ زُمُرُّد خاتون:

بجوار مَرقَد الشيخ مَعروفٍ الكَرْخيّ بالجانب الغربيّ من بغداد , وَيُعرَف اليومَ غَلَطاَ بقبر (السّتّ زبيدة) وعليه قبةٌ من الطّراز السلجوقيّ.

 

هذا أخرُ ما وَفّقَني المولى تبارَكَ و تَعالى لتحريرهِ , مع عدم المصادر وانشغال البال , و تشتُّت الحال, فأرجو أنْ يَشفَعَ لي ذلك عندَ شيخنا العلامة الأنيس , ملتمساً صالحَ دعواته معَ الرجاء بإبْلاغ السلام إلى الأخ العالمِ الفاضلِ الدكتورِ أحمد شوقي بنبين , والعلامة الأخ الصديق الدكتور عبد الأنيس سَلَّمَه اللهُ تعالى . وأحمل إليكم تحايا أستاذ الجيل العلامة السيّد الجلاليّ دام ظلُّهُ.

من ذلك المخلص عبد الستارالحسنيّ.  قمّ المقدّسة شهرشعبان سنة1428هـ.

 

                                            إلْحاقٌ :

 

أُستاذَنا الأجَلَّ : سَرَّني كثيراً ما أنْتُمْ مُضْطَلِعُونَ الآنَ بالتَّوَفّرِ عليه مِنْ تحقيق كتابِ (أخبار الزُّهّادِ) الذي هُوَ آخِرُ ما ألّفَهُ مؤرّخُ الْعراقِ ابنُ السّاعي , والذي عَلِمْتُهُ مِنْ خَبَرِ هذا الكتابِ أنَّهُ كانَ في حُكمِ المفقُود إلى أنْ عَثَرَ عليهٍِ بَلَديُّنا العلامةُ الدكتورُ أبو بُندار العُبيديّ البغدادي الأعظَميّ – بَشّار بنِ عَوّادٍ – في إحدى خزائن الكُتُبِ الْمِصّريّةِ على ما أشارَ هُوَ إليه في مقالتهِ المنشورةِ في مجلة (المورد) البغداديّة – طَيَّبَ اللهُ ذكْرَها – العدد (3) من المجلد الثالث 1974, بعنوان (العُثور على أثَرَ مفقودِ لِمؤرّخ الْعراقِ ابنِ السّاعي) .

وَمِثْلُكَ فَمنٌ أنْ يَنْهَدَ إلى نَشرِ آثار السَّلفِ وَ يَخدِمها بما أوتىَ مِنْ بَراعَةِ التحقيق وَسَعَةِ الْباع في سَبرِ خَبايا كُنوزِ تَراثُنا التَليد.  أقَرَّ اللهُ تَعالى الأعينَ بِهذا الْعَمَلِ الْخالِدِ الذي سَيضافُ إلى سائرِ أعمالِكُمْ الجليلة المشهود لَها بالرّصانَةَ والإتقانِ.

وأرجو من سماحتكم إبلاغي بوصول هذه الأوراق بعد قراءتها.

                                                                                      عبدالستار.

 



[۱] . في تاج العروس أن اسم (طاوس) اذا سُميّ به الرجل كتبَ بواو واحدة , وفي الطائر المعروف بكتب بواوين.

جمعه ۱۳ مهر ۱۳۸۶ ساعت ۱۷:۵۶