- قال سيدنا العلامة الحسني أحسن الله عاقبته:

قال أبو نؤاس في ذمّ إحدى حظيّات هارون العباسيّ المعروف بالرشيد ، وكان اسمها (خالصة) وكتب على حائط دارها:

لقد ضاعَ شعري على بابكُمْ   كما ضاعَ عقدٌ على خالصهْ

 

فلمّا قرأتَهُ خالصةٌ ، وشتْ به إلى هارون ، فأحضرهُ وهو في غاية الغضب عليه ، وقد بلغ أبا نؤاس غضبُهُ ، فكان قد مَسَحََ بطنَ العينِ من (ضاعَ) في الشعر، حتى استحالت العين في الكلمة فصارت (ضاء).

ولمّا عاتبه الرشيد على ما كتب ، قال أبو نؤاس : إنّما قلتُ:

 

لقد ضاءَ شعري على بابكم   كما ضاء عقدٌ على خالصهْ

فخرجَ هارونً بنفسه وقرأ الشعر، فوجده كما قال أبو نؤاس، ولمّا حلفت الجاريةُ بالأيمان المغلّظة أنّها قرأته مكتوباً بالعين لا بالهمزة ، لم يُعِرْ لها سمعاً ، ونجا أبو نؤاس من هذه الورطة.

قيل: أنّ القاضي الفاضل عبدالرحيم بن علي البيسانيّ (ت 596 هـ) لما بلغته هذه البادرة قال: (هذا بيتٌ فُقِئَتْ عينَه فأبصر).

- وأنشد السيّد الحسنيّ عمّت حسناته , لبعضهم:

لو كنتَ  كما كنتَ مدحناكَ بأبياتْ

                                لكنّكَ أفْلَسْتَ ومنْ أفْلَسَ قدْ  ماتْ

- قرأ السيّد الحسني دام احسانه كتاباً لمن يدّعي شيخوخة الصوفية ، وقد نسيَ أن يبدأ الكتاب بآية البسملة الشريفة ، فكتب السيد عليه:

 

محمّدُ قد رامَ ما ليس لهْ               مذْ ادّعى التَسليكَ والمنزلهْ

إنْ كانَ شيخاً وأخا فِطنَةٍ              فكيف ينسى آية البسملة ؟!

 

- أخبرنا السيّد الحسنيّ أدام الله إحسانه :     أنّه لمّا توفّي الشيخ محمّد رضا الشبيبي سنة (1965 هـ) وكان تلامذة السيّد المصلح هبة الدين الشهرستاني ، قرأ عليه (الدرّ النضيد في شرح التجريد) للعلامة الحلّي ، كما ذكر السيّد الشهرستاني ، فدخل الشيخُ سامي الخفاجي على الشهرستاني وأخبره بوفاة الشبيبي ، فتأثر السيّد ، وبأن عليه الأشر ، فأراد الشيخ سامي تهدئته والتخفيف عنه ، فقال: ( كُلّنا في ذا الطريقِ ) وراح يفكّر في تكميل البيت بالعجز.

ففاجأه السيّد الشهرستاني بقوله : ( قِِِقِ قِيقي قِقِ قِيقِي ).

 

- ونقل السيد الحسني دام إحسانه عن السيد هبة الدين الشهرستاني ، أنّ الشيخ محمّد حُسين آل كاشف الغطاء حضر في خُطبة بنت أحد الفضلاء لابن أحد العلماء ، فتباهي والدها بأنّ بنته قد درستْ في المدارس الحديثة وهي تعرفُ البيولوجي والفسيولوجي، وو....

فقال له الشيخُ : لا حاجة إلى كلّ هذه العلوم ، وإنّما اللازم أنْ تعرف الطبخلوجي ، والغسللوجي، والتربية لوجي, وإدارة المنزللوجي.

وقال السيّد الحسني دام عزّه وفضله:

قيل : (العشرُ بينَ المشايخ لِدََةٌ ) يعني إنّ المولودين في عقد واحد يعدّان متعاصرَيْنِ ، ومن طبقةٍ واحدةٍ غالبا.

 

- وأنشد السيّد الحسني للشاعر السيّد صادق الهنديّ :

خرجتُ من الدُنيا كما قد دخلتُها

                      وأصبحتُ في أخبار (كانَ) لمن بعدِيْ

فلم أَصْطَحِبْ منها سِوى ما عًَمِلتُهُ

                                وأسلفتُهُ واللهُ أدرى بما عنديْ

فإنْ كان خيراً فالمؤمّلُ لُطْفُُهُ  وإلا فما يغني التأسُّفُ أو يجديْ

لقدْ ضاعَ في الأخرى كما ضاعَ قبلَها 

                              بِدُنياهُ عن تقصيرِهِ صادقُ الهنديْ

 

- وقال السيّدُ الحسني  ّ دام إحسانه: قيل : (إنّ الشعرَ أَعْذَبُهُ أَكْذَبُُهُ )

لكنّ هذا مقابَلٌ بقول دِعْبِل الخُزاعيّ رحمه الله:

وإنّ أحسنَ بيتٍ أنتَ قائِلُهُ

                                        بيتٌ يُقالُ – إِذا أنْشدتَهُ - : صََدَقَا

 

- وحكى السيّد الحسني أحسن الله إليه :

يقال : إنّ جَريراً أرادَ نَظم شعر ، فلم يتأتَ لهُ حتّى انفلقَ الفجرُ ، فأتاهُ بيتٌ ، فنادى: (وَجَدتُها ، وجدتُها ) وأطفأ السراج ، ونام ، ثم بنى عليه بعد استيقاضه نحو مائة بيتٍ.

وقيل : إنّ الجواهري دخلَ الحمّامَ ، فأتاهُ بيتٌ من الشعر ، فنادى عليّ بالقلم والقرطاس ، فسجّلهُ، ثمّ خرجَ  وأتمّه قصيدةً.

وكانَ الفرزدقُ يقولُ : لَقَلْعُ ضِرْسٍٍ أهونُ عليَّ من نظمِ بيتٍ.
جمعه ۱۳ مهر ۱۳۸۶ ساعت ۱۷:۵۰